أعلنت مجموعة «غيلياد ساينسز»، مخترعة عقار ريمديسفير، الذي أنتج أصلاً لمعالجة فايروس حمى إيبولا، وثبتت نجاعته في تسهيل الشفاء من مرض كوفيد-19، الذي يسببه فايروس كورونا الجديد، الأسعار التي ستبيع بها هذا الدواء للجهات الصحية في العالم. ففيما أعلنت أن على المستشفيات الأمريكية أن تدفع 3120 دولاراً للكمية الكافية لمعالجة المريض الواحد؛ قالت إن المستشفيات البريطانية ستدفع 390 دولاراً عن كل عبوة من العقار المذكور. ويحتاج مريض كوفيد-19 إلى ما لا يقل عن ست عبوات من ريمديسفير، تعادل قيمتها 2340 دولاراً عن كل مريض، لمدة خمسة أيام. وذكرت الشركة التي يوجد مقرها بولاية كاليفورنيا الأمريكية أن الدول المتقدمة الأخرى ستدفع سعراً مماثلاً للسعر المفروض على بريطانيا للعبوة (390 دولاراً). ومعروف أن ريمديسفير، والدواء الهرموني المضاد للالتهابات ديكساميثازون، وهو عقار زهيد الثمن، هما الدواءان الوحيدان اللذان أثبتا جدوى في تخفيف المرض الوبائي. وعلى رغم أن العلماء يقولون إنهم لم يستيقنوا بالكامل من جدوى ريمديسفير، إلا أنهم يقبلون أنه يساعد بالفعل المرضى ذوي الحالات المتدهورة، الذين لا بد من مساعدتهم على التنفس من خلال جهاز تنفس اصطناعي. وتحصل بريطانيا حالياً على إمداداتها من رمديسفير مجاناً، طبقاً لعرض غيلياد ساينسز تقديم منحة لدول العالم من دوائها قدرها 1.5 مليون عبوة. غير أن كمية المنحة أوشكت على النفاد. وطبقاً لنتائج تجارب سريرية في الولاياتالمتحدة، فقد ثبت أن ريمديسفير يقلص فترة الشفاء من كوفيد-19 بنحو 31%. لكنه لم يحسن فرص بقاء حياة المصابين في تجارب استغرقت أسبوعين بعد تحسنهم. ويبدو أن ريمديسفير يقوم بمنع فايروس كورونا الجديد من استنساخ نفسه داخل خلايا الجسم المصاب بكوفيد-19 وإيبولا على السواء. وأعلنت المجموعة أن المرضى الذين يعالجون على التأمين الطبي الخاص سيحصلون على عبوة ريمديسفير في مقابل 520 دولاراً. أي أن الوصفة الكاملة للمعالجة ستكلفهم 3120 دولاراً لكل مريض. وقوبلت قائمة الأسعار بعاصفة من الانتقادات، خصوصاً أن الحكومة الأمريكية دفعت مبالغ طائلة للمساعدة في تطوير هذا العقار. لكن مدير غيلياد ساينسز دانيال أوداي قال: إننا في وضع غير مسبوق. هذا دواء جديد في أتون وباء. وأعلنت المجموعة الأمريكية أنها ستسمح لشركات العقاقير بتصنيع ريمديسفير في 127 دولة فقيرة ومتوسطة الدخل. وفي سياق متصل؛ أعلن علماء جامعة أكسفورد في بريطانيا أمس أنهم قرروا سحب عقار لوبينافير/ريتونافير، الذي تم تطويره أصلاً لمعالجة فايروس «اتش آي في»، المسبب لمرض «الأيدز»، من المستشفيات البريطانية التي زودتها به لمعالجة مرضى كوفيد-19. وقالوا إنهم قرروا ذلك بعدما ثبت عدم جدوى هذا العقار في معالجة كوفيد-19. وأبلغ البروفيسور بيتر هوربي، الذي يشرف على تجربة هذا العقار، مجلس اللوردات البريطاني أمس بأن نتائج التجارب السريرية أكدت عدم جدوى لوبينافير/ريتونافير. ويباع هذا العقار تجارياً باسم كاليرتا، وألوفيا. «ميتفورمن».. دواء رخيص.. لكل الأمراض ! سطع نجم عقار «ميتفورمن» الذي يتعاطاه مئات الملايين من مرضى السكري، لخفض نسبة السكر في الدم، منذ خمسينات القرن العشرين، بعدما خلصت دراسة أجراها علماء جامعة ووهان في الصين إلى أنه أدى إلى انخفاض معدل الوفيات وسط مرضى كوفيد-19 الذين يتعاطونه لعلاج السكري. وتحدثت صحف في لندن أمس(الثلاثاء) عن اعتقاد عدد من مرضى السرطان أن ميتفورمن ربما ساعد على إطالة حياتهم، على رغم تفشي السرطان في أجسامهم. وقالت الإدارة الأمريكية إنها خصصت 40 مليون دولار لإجراء دراسة تستغرق خمس سنوات لمعرفة إن كان هذا العقار يؤدي إلى إطالة عمر الإنسان. وتوصلت تجربة سريرية أشرف عليها علماء جامعة مينيسوتا الأمريكية وشملت 6000 بدين مصابين بالسكري إلى نتيجة مماثلة. ويتوقع أن تنشر جامعة كينغز كوليدج في لندن خلال الأيام القادمة نتائج تجارب مخبرية أثبت شفاء الفئران المخبرية من مرض تصلب الشرايين بعد إعطائها ميتفورمن. لكن العلماء يبدون اهتماماً أكبر بما يتردد عن دور ميتفورمن في تأخير شيخوخة الإنسان. ولا يكلف ميتفورمن أكثر من 1.34 ريال!