برعاية أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، أقامت وزارة البيئة والمياه والزراعة، ممثلة بفرعها في عسير، ورشة عمل عن «التعريف بالأشجار المعمرة وكيفية حمايتها»، وذلك بالتعاون مع إمارة عسير، وهيئة تطوير المنطقة، بحضور وكيل إمارة المنطقة المكلف محمد بن ناصر بن لبده، نيابة عن أمير المنطقة. وأكد الأمير تركي بن طلال، خلال مداخلته عبر الاتصال المرئي، أن هناك 3 عناصر أساسية للحياة، هي الإنسان والحيوان والنبات، وفي ظل اهتمامنا الكبير بعنصر الإنسان يوجد هجوم كبير على عنصري الحيوان والنبات، وهذا الهجوم، خصوصا على النبات، أدى إلى التصحر وقلة المخزون النباتي، وبالتالي المخزون الغذائي، إذ تغطي الغابات 1% فقط من مساحة المملكة، وحين أدركت الدولة أهمية ذلك، أقامت البرامج المعنية بهذا الجانب، ومنها برنامج التنمية الريفية. وقال: «لدينا في عسير 200 شجرة معمرة، واهتمامنا بهذا الجانب وإطلاق مثل هذه الورشة ينطلق من الأهداف التي تقوم عليها وزارة البيئة والمياه والزراعة، وتطبيقاً لأهداف إستراتيجية تطوير عسير». من جانبه، شدد وكيل إمارة عسير، في كلمته خلال الورشة، على أهمية الدور الإعلامي في التوعية بأهمية الغطاء النباتي كركيزة حضارية وتنموية واقتصادية، مؤكدا أن أمير المنطقة مهتم بالتنمية التي تعتبر البيئة جزءا مهما منها، لافتا إلى ضرورة تهيئة المجتمع للاهتمام بالبيئة والتنمية وأهمية الاستصلاح في ظل تزايد ظاهرة «التعديات» التي تعتبر من أكبر أعداء البيئة من خلال جرف الأشجار والتأثير في الغطاء النباتي. وتضمنت الورشة عددا من أوراق العمل التي أدارها الدكتور سعد جبران القحطاني، وتمحورت ورقة العمل الأولى حول «الأشجار النادرة والمعمرة أهميتها وسبل الحفاظ عليها»، قدمها الدكتور أحمد سعيد قشاش الغامدي من جامعة الباحة. واستعرض الغامدي في ورقته صور وأسماء الأشجار المعمرة في منطقة عسير، مثل شجرة الأوبرى والأثب والبدعة والتنعيم والثعب والثَّوَم والحُمر والحوجم والخزم والرقع والريَّاع والسدر وغيرها، متطرقا إلى أماكنها وفوائدها واستعمالاتها ووقت معيشتها والمخاطر التي تتعرض لها وتهددها بالانقراض. بعد ذلك قدم مدير إدارة الغابات والتشجير بوزارة البيئة والمياه والزراعة المستشار الدكتور قتيبة السعدون ورقة عمل بعنوان «أشجار العرعر المعمرة»، تحدث فيها عن الغابة والنظام الغابي والفرق بين النظام الغابي قبل 50 عاما والآن، وتأثير درجات الحرارة والأمطار والضباب وأسباب الاتزان البيئي السابق، والضغوط المتزايدة على البيئة المحلية، إلى جانب الخطط الوطنية لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، والمشاريع الوطنية لتنمية الغابات. وكشف المستشار السعدون ظاهرة بيئية تحت الدراسة ولم تتم مشاهدتها إلا في أبها وهي الموت عكس القمي التي تهدد أشجار العرعر في المنطقة. من جانبه، قدم عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد الدكتور سامي محمد عبدالله ورقة عمل بعنوان «الحفاظ على الأشجار المعمرة ضرورة ممكنة»، تحدث فيها عن الأبحاث والمعاهد العالمية المتعلقة بجراحة الأشجار، وعن الاحتباس الحراري والفحص الاحترافي، وضرورة رفع الوعي المجتمعي والوعي الفني، وكيفية الحفاظ على الأشجار المعمرة والتعامل معها ككائن حي. ثم تحدثت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد الدكتورة رحمة جريس عن الوضع الراهن للأشجار المعمرة ومستقبلها وكيفية التقدم خطوة عالمية في هذا الجانب، مؤكدة أن منطقة عسير تحظى بتنوع نباتي نسبته 80%. وفي السياق، أوصى الخبراء بعد اقتراحات الحضور في الورشة بضرورة التقيد بالأمر الملكي الخاص بالبيئة، الصادر أخيرا، والحد من البناء التوسعي في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، وتطبيق الأنظمة بعدم فتح الطرق الجبلية إلا بعد موافقة الوزارة، والاحتفال التخصصي بالأشجار المعمرة، وإنشاء بند لجمع البذور، والتوسع في الاستزراع وإنشاء المشاتل والمحميات، ورفع الوعي الثقافي والفني وتوجيه المحافظين بالالتزام بذلك في المحافظات كافة. حضر الورشة عدد من أعضاء رابطة عسير الخضراء، وعدد من المزارعين والمهتمين بهذا الجانب.