يشهد علم التنمية الذاتية نشاطاً واسعاً في هذه الفترة التي أعادت الناس إلى أنفسهم من خلال الطريقة التي فرضتها الإجراءات الاحترازية لوقف تفشي المرض، فيما يرى الكثير من المدربين في مجال التنمية الذاتية بأن الحجر المنزلي فرصة ذهبية للعودة إلى الذات ومحاولة الخروج من صناديق المخاوف والمشاعر السلبية التي تسيطر على حياة الناس. لا شك أن علم التنمية الذاتية تشوه كثيرا بسبب ضعف ممارساته واستخدامها لأغراض تبيع الوهم ولا تحقق الهدف الأساسي منه، بسبب خروج مساره في كثير من الأحوال عن المنهج والمهنية، لكنه من الضروري أن نعول على دور التنمية البشرية والذاتية في تغيير الوعي وصناعة الواقع الأفضل، فالنقد لممارسات التنمية البشرية أو الذاتية وتطوير الذات الخاطئة والمبالغ فيها لا يبرر الانتقاص من العلم نفسه، لأن ذلك لا يفسرإلا بالجهل. الحياة الطيبة تبدأ من فهمنا لأنفسنا، وقد تجد من يقنعك إذا بحثت جيدا بين الممارسين في هذا المجال عمن يقدم لك المعلومة التي تضيء لك الطريق، بعد فهم كل منا حدود المختص أو المدرب وآليات التدخل التي تفرضها مهنية العمل، فمن الضروري ألا تسمح للمرشد الاجتماعي أو المختص في التنمية الذاتية بصناعة القرارات في حياتك، بل مساعدتك في فهم مشكلاتك حتى تساعد نفسك وتتخذ القرارات المناسبة لك، خاصة أن بعض الممارسين غير مؤهلين مهنيا للتعامل مع هذه الحالات. كاتبة سعودية ALshehri_Maha@