برغم التشويه الذي يتعرض له علم التنمية البشرية بسبب ضعف ممارساته أو استخدامها لأغراض لا تحقق أهدافها وخروج البعض ممن يتحدثون فيها عن المسار المنهجي والصحيح، إلا أنه من الضروري أن نعول على دور التنمية البشرية والذاتية في تغيير الوعي وصناعة الواقع الأفضل، فالنقد لممارسات التنمية البشرية أو الذاتية وتطوير الذات الخاطئة والمبالغ فيها لا يبرر الانتقاص من العلم نفسه، لأن ذلك لا يفسر إلا بالجهل. من المهم أن نبحث عن المختصين العارفين في هذا المجال الذين في قدرتهم إيجاد الحلول للعديد من المشكلات بعد فهم كل منا لحدود المختص أو المدرب وآليات التدخل التي يفرضها العمل المهني، فمن الضروري أن يكون المرشد الاجتماعي أو المختص في التنمية الذاتية غير مؤهل لصناعة القرارات في حياة الفرد، بل مساعدته في فهم مشكلته حتى يساعد نفسه ويتخذ القرارات التي يراها سليمة للتعامل مع المشكلات، إضافة إلى أن بعض الممارسين غير مؤهلين مهنيا للتعامل مع هذه الحالات. علم التنمية والتطوير يدخل في كثير من مجالات الحياة بهدف تصحيحها، لكن المشكلة في أن البعض رغم وجود المشكلات واستعصاء الحلول لا يجد فيها خيارا لحل مشكلاته، غير أن هناك الكثير من المحاولات لتجهيل العقل الجمعي وقيادته وفق آيديولوجيا محددة، وهناك من يستخدم التدريب بوسائل الاستعطاف لضمير الجمهور من خلال توظيف الدين أو السياسة في اتجاهه، الأمر الذي يعتبر مرفوضا وخاطئا وليس في قدرته التحاكي مع القناعة والعقلانية، وبالتالي عجزه عن التغيير. * كاتبة سعودية