لا تزال ذكريات شهر رمضان المبارك القديمة عالقة بأذهان أحمد الشبيلي، الذي يتذكرها بتفاصيلها، وبما حوته أحياء عنيزة، وبما تقاسمه مع زملائه من صباحات دراسية وهو في العاشرة من عمره، مع مطلع التسعينات الهجرية، ومع ذلك تحمل الصبر ولم يفطر في أي من نهار رمضان بل كان يتسابق مع أقرانه في الحفاظ على الصيام حتى آخر اليوم. يعتبر الشبيلي رمضان القديم، كان موسماً استثنائيا متميزاً ينشر بدخوله البهجة والفرح والسرور بين الجميع صغاراً وكباراً لما كان يعيشه خلال الشهر الكريم من مظاهر الألفة والمحبة والتواصل بين الأهل والجيران في كل حي من أحياء مدينته عنيزة. وقال «كنا نحتفل صغاراً بدخول الشهر، ونحتفل بحلول العيد بجمع الحلوى من أهالي الحي فيما نسميه «الحقائق» مع الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة». وبين أن التطور والمدنية الحديثة أزالت الكثير من تلك المظاهر الرمضانية الجميلة التي كانت سائدة في الماضي فيما يتعلق بتجمع الأطفال وممارستهم لبعض الألعاب الشعبية الرمضانية في الحارة خصوصاً الألعاب النارية الخفيفة والتي تسمى «الطرطعان»، ومظاهر ليالي عيد الفطر المبارك التي تجمع الأطفال في الماضي بألعاب حركية مفيدة، إذ أصبح الطفل الآن يلهو منفرداً و جامداً بجهازه الإلكتروني الخاص، متمنياً عودة تلك الأيام الجميلة ولكن تغير الزمن وتطور كثيراً وظهر جيل جديد يفخر كثيراً بحاضره كما كنا نفخر نحن بماضينا.