قال المدير العام لمعهد العالم العربي في باريس الدكتور معجب الزهراني إن تبني وزارة الثقافة لمسابقة الفلكلور الشعبي يعد خطوة مميزة، إذ شارك فيها مئات السعوديين والمقيمين في المملكة، وذلك ضمن مشروع الوزارة لتوثيق التراث غير المادي في المملكة عبر حصر جميع أوجه التعبير الشفوي والأدائي في مختلف مناطق المملكة الغنية بالتراث. وأضاف الزهراني أن سعادته تكمن في «تبنّي الوزارة لهذه الخزينة الثقافية الغنية، وأن تضعها في مقدمة انشغالاتها بعد أن مر علينا حين من الوقت وموروثاتنا الشعبية الأصيلة الجميلة تعاني من الإهمال وكراهية الخطاب الصحوي وتحقيره لما يمثلها بدعوى أنها فنون جاهلية مرذولة». وشدد الزهراني على أن التراث الشعبي هو أجمل وأهم ما تحتفظ به الذاكرة العميقة لجماعة أو لمجتمع ما «ومن الطبيعي جداً أن تشمل هذه الخزانة أشكالاً وألواناً من فنون اللغة والموسيقى والغناء والحركة والرسم واللبس ومن الضروري الحفاظ عليها وتنميتها ونقلها من جيل لآخر». وحول المشاركة المجتمعية في توثيق التراث، قال الزهراني «إن الأفراد القادرين ومؤسسات المجتمع المدني مطالبون دائماً بالمشاركة في هذا الجهد حتى تتنوع المبادرات وتتزايد فرص الإنجاز»، مضيفاً أنه «لا غنى عن إنشاء المعاهد والمراكز المتخصصة لدراسة التراث بعمق والعناية به في مختلف أشكاله وتعبيراته وهذه مهمة المؤسسات الرسمية في المقام الأول دونما شك». مؤكداً أن هذا الدور هو من صميم مسؤوليات البنى والمؤسسات الثقافية في أي مجتمع حديث «لأن تركها للصدف أو لجهود الجماعات التقليدية البسيطة يهدد بضياعها وفقد رافد مهم من روافد الثقافة الوطنية والإنسانية». وعن أهمية تنظيم مسابقةٍ للفلكلور الشعبي أوضح قائلاً «لا شك في أهمية المسابقات والجوائز العينية والرمزية لأنها توقظ الوعي بأهمية المواد الموروثة وتعلي من قيمتها وتروج لها حتى تتحول إلى عناصر حية فعّالة في المنجزات الإبداعية الجديدة». يذكر أن مسابقة الفلكلور الشعبي التي نظمتها وزارة الثقافة قد اختتمت أخيراً وحظيت بمشاركة واسعة من المهتمين بالفلكلور الشعبي من مختلف مناطق المملكة. وتعد المسابقة جزءاً من مشروع أكبر لتوثيق الفلكلور الشعبي وحفظ الإرث الثقافي الغني وصونه للمستقبل.