إلى الرجل الذي علمني العيش والنضال والكفاح، الذي أهداني ثروة حمل اسمه في الحضور والغياب، الباذخ ببساطته، إلى أبي عائل فقيهي. أنظر إليك وأنت في رحاب الله، واليوم أُدرك أنك منحتني الكثير من الضوء في حياتي، قد كنت النموذج والمثال، وهبتني من الأمل ومن الطموح الكثير، ما صنع مني أنا الآن! أتمنى أن تكون راضياً عني وعما حققته والدور الذي قدمته حتى إن كان هذا الدور صغيراً. أعلم كم كنت تتمنى أن أكون مهندساً أو مُعلماً أو دكتوراً، إذ كنت ترى أن هذا هو الموقع الحقيقي لأي إنسان. وأعلم أيضا كم افتخرت بي، حين أخبرك الآخرون بأنني كاتب معروف لا يُوقّع حرفه إلا باسم أبيه. أشعر أنني قد كُنت الابن الغائب دائماً بالنسبة لك، والآن أجد نفسي يتيماً حتى وأنا على أعتاب ما تبقّى من هذا العمر. إنني أعتذر لك اليوم؛ لأنني قصرت في حقك، سرقني العمل وسرقتني الحياة.