في البدء يطيب لي أن أهنئ أخي العزيز عبدالله عباس ليس لمغادرته إلى مسقط رأسه، بل لأنه حظي بهذا القدر من الحضور الإعلامي الذي إن دل على شيء فإنما يدل على مكانته في قلوبنا جميعاً، بجانب علاقاته الاجتماعية بالأوساط المختلفة على المستويات كافة والتي يحظى لديها بنفس التقدير والاحترام. وإذا كانت معرفة الرجال كنزا، فهنيئاً لك أخي عبدالله بهذه الكنوز ولا أدل على ذلك أكثر من اللآلئ والألماس حولك والتي أضاءت حفل تكريمكم. 40 عاماً من البذل والعطاء والإخلاص والجهد والتفاني ماذا تعني؟ تعني بيئة صحية لكل ذلك، كيف تتوفر هذه البيئة الصحية ومن يوفرها؟ توفرت بفضل وعي وتجاوب وتقدير الإنسان السعودي النبيل لمن حوله من العاملين في هذا المجال الحساس والصعب والذي نعرفه جميعاً، فكان منكم العطاء بتجرد وكان من الإنسان السعودي الاحترام والمحبة. أما ما جنيتموه من مقابل مادي تستحقونه بجدارة، ولا يساوي شيئاً أمام هذا القدر والكم الهائل من الحب الأخوي الصادق الذي لمسناه جميعاً من الزملاء ومن كافة أطياف المجتمع السعودي حكومة وشعباً تجاه الإنسان السوداني. لم لا وقد عشنا بينهم وشاركناهم أفراحهم وأتراحهم وكذلك هم نجدهم دائماً سباقين في أفراحنا وأتراحنا في تعاضد وتلاحم جميل. أبا لمياء وين سادر ... شلت قلوبنا بتغادر؟ حنيت شديد لأرض النيل ... أم نخلا يتشابا ليك ناطر توصل بالسلامة إن شاء الله ... فرحان ديمة مجبور خاطر أخيراً / شايلو وين النيل معاك؟ يا فيض الارتواء.. وكل الدفء.