الحمد الله على قضائه وقدره وفِي فاجعة عظيمة اختطفت يد المنون وفي بلاد الغرب وفي حادث دهس أنفاس الأخ العزيز والإعلامي المتمكن والشاب الطموح صاحب الابتسامة المشرقة والكلمة العذبة والنفس الصافية محب الخير للجميع الأستاذ/ فهد بن عبدالرحمن الفهيد البدراني الدوسري. ابن مطوع الحصون بسدير وأحد أبناء أسرة الفهيد المشهورة بروضة سدير وهو في ريعان شبابه وقوة نشاطه وتألق عطائه ولكن الحمد الله حاز المجد من جميع أطرافه برضاء والدته عليه متعها الله بالصحة والعافية وربط على قلبها بفقده وثناء الناس عليه وهم شهود الله في أرضه، فقد حضر جنازته بمسجد الجوهرة البابطين في شمال الرياض عصر يوم الجمعة الموافق 6 /12 / 1439ه خلق كثير سواء من يعرفه أو من لا يعرفه، بل لسمعته الحسنة وعطائه الخير وكلمته الطيبة وأن الإنسان في هذه الحياة الفانية سواء طال عمره أو قصر لا يرجو سوى رضاء الله والسمعة الحسنة (والطيب من ذكر بالخير) ولقد كانت رحلته الإعلامية قصيرة ولكن خلف وراءه أعمالاً جليلة وإرثاً عظيماً وفِي مقدمة هذا الإرث محبة الناس. ورغم علاقتي الوطيدة مع والده رحمه الله وأخويه محمد (أبوياسر) وعبدالله (أبوفيصل) إلا أن الظروف لم تتح اللقاء بالمرحوم إلا لماماً وفي دقائق معدودة ولكن المحبة والتقدير والاحترام الذي يجده من يقابل أباعبدالرحمن رحمه الله يترك أثراً طيباً وذكرى حسنة ومحبة دائمة وشوق إلى لقائه. كان رحمه الله باراً بأمه وأبيه له من القصص في برهما الشيء الكثير، متواصلاً مع أسرته، يحضر مناسباتها ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم رغم مشاغله لم ينس مسقط راْسه سدير، فهو مشارك في مناسباتها تواقاً لزيارتها كلما سنحت له الظروف كان آخر لقاءين له بروضة سدير تقديمه لحفلي تكريم المرابطين في الحد الجنوبي من أبناء سدير وتكريم إعلامي سدير الذي أقامته لجنة التنمية الأهلية بروضة سدير وقد تألق كعادته وأمتع الحضور بمكنوز خبرته وحسن إلقائه وجودة عباراته لا يوجد في مكان إلا ويملأه بنشاطه وعفويته وابتسامته، لقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتأبينه وعرض مقتطفات كثيرة من برامجه وأنشطته الإعلامية التي تدل على حبه لهذا الوطن وأبنائه ولقد أسهم مساهمة عظيمة في تربية النشء تربية سليمة. إن المصاب جلل وان القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون وأن العزاء ليقدم لوالدته ولأخويه محمد وَعَبَد الله ولأخواته ولزوجتيه ولأبنائه ونسأل الله العلي القدير أن يحسّن عزاءهم ويجبر مصابهم وأن يخلف عليهم بخير وأن يرحم فقيدهم ويسكنه فسيح الجنان، اللهم أرحم عبدك فهد وأكرم نزله ووسع مدخله وغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم بمن كتابه وهون حسابه ولين ترابه وألهمه حسن جوابه وطيب ثراه وأكرم مثواه وأجعل الجنة مستقره ومأواه اللهم أن كرمك وجودك أكثر مما سألناك فلا تحرمه خيرك وفضلك ورحمتك بتقصير سؤلنا والحمد الله رب العالمين. ** **