حين يتجرأ الإسرائيلي من أصول فلسطينية عزمي بشارة على التدخل في الشؤون الداخلية لدويلة قطر فهذا يعني فعلا أن بشارة كان الحاكم الفعلي لهذه الدويلة، إلا أن ثمة شيئا بدأ يتغير داخل الدوحة. بشارة تجرأ قبل ذلك على دول خليجية إرضاء ل«نظام الحمدين»، وإذ به اليوم يتجرأ ويفضح صغر وضحالة هذه الدولة، معتبرا أنها تلعب دورا أكبر من حجمها الطبيعي، وجاء التأكيد على استهدافه لقطر في تغريدة فاضحة ومكشوفة بإشارته إلى عامل الجغرافية الضيق الذي تعرف به قطر حصرا في دول الخليج العربي، ويقر بشارة في التغريدة بأن نظام الحمدين مهما كان لديه من مال إلا أنه ما من أحد يمكنه تغيير التاريخ والجغرافيا. بشارة الذي يوصف بأنه «الحاكم الفعلي» للدوحة، بات نقطة خلاف بين الذباب الإلكتروني القطري الذي بات في حالة فوضى من مواقف قطر حيال ما يجري في المنطقة، ففي الوقت الذي يرى فيه التيار الإخونجي داخل منظومة الحمدين أن اليساري الماركسي عزمي بشارة لا يمثل تطلعات التيارات السياسية ومنهم الذبابة المعروفة محمد المختار الشنقيطي الذي أصبح يغرد خارج سرب بشارة بهجومه على قنوات تلفزيونية علمانية أسسها بشارة. البعض أخذ الخلاف إلى أبعد من ذلك، واعتبر أن الخلاف في منظومة الحكم لنظام الحمدين، إذ رأى مراقبون أن الخلافات بدت واضحة وقوية بين بشارة ووزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني حول السياسة الخارجية، إذ أشاروا إلى أن بشارة بدأ يرفع سقف الاعتراض داخل منظومة إدارة السلطة في قطر. كل البطانة في القصر الأميري على علم بحالة التمرد التي يبديها بشارة، في ظل استقوائه بالأمير تميم الذي يقول العارفون بخفايا الأمور إنه يظهر ضعفا استثنائيا أمام عزمي، الذي بات يتعاطى أخيرا وكأنه الحاكم الفعلي للدولة، خصوصا في السياسة الخارجية، الأمر الذي شكل استفزازاً لأكثر من وزير ومسؤول. في مثل هذه الحالة، لا يبدو أن قطر دولة كما تسمي نفسها، ذلك أن التغريدات على تويتر غالبا ما تحدد سياستها الخارجية، خصوصا أنها متورطة بجيش من الذباب الإلكتروني الذي بات يعبر عن سياسة الدولة القطرية دون علمها، فهل انفلت الذباب من الغرفة القطرية وبات يطنطن على هواه.