انتقل إلى رحمة الله في مدينة سكاكا الشاعر الكبير خالد بن عقلا الحميد (أبو عبدالواحد)، فجر أمس (السبت)، عن عمر ناهز ال90 عامًا، وصلي على جثمانه بعد صلاة الظهر في جامع السبيعي و دفن في مقبرة اللقايط في جنازة مهيبة. الشاعر خالد بن عقلا بن حميد الضويحي الخالدي إحد كبار شعراء منطقة الجوف، وهو يعد من الرعيل الأول الذي جاهد كثيراً ليحصل على التعليم في الكتاتيب قبل إنشاء المدارس النظامية في مدينة سكاكا، وكان من أوائل المتعلمين في جيله وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بأول مدرسة نظامية عام 1362ه، وقد أمضى شطراً من حياته موظفاً في جهات حكومية عديدة حتى طلب إحالته للتقاعد عام 1397ه. وكان الفقيد أول صحفي في منطقة الجوف، وقد عمل مديراً لمكتب جريدة الجزيرة لمدة 38 عامًا، وكان عضوًا في عدد من الجمعيات الخيرية والتعاونية والنادي الأدبي، وله كتاب موسوعي بعنوان: «شعراء من الجوف» ضم فيه إلى جانب ديوانه وأشعاره فصولاً شعرية لعدد من الشعراء المرموقين بمنطقة الجوف. وقد كتب الشاعر الحميد في جميع أغراض الشعر، وتتداول قصائده في شتى المناسبات، ووثق كتاب «شعراء من الجوف» قصائد ومساجلات الشاعر خالد بن عقلا الحميد رحمه الله، وقد صدر الكتاب في منطقة الجوف عام 1426ه وعدد صفحاته 455 صفحة. وقد تصدَّر الغلاف شعر شعبي يقول: من يزور الجوف يلقى ما يريده وين ما يلفي مضافات وكرامه عادة ما هي على الديره جديده مدركين أمجادنا ورث وشهامه واحتوى الكتاب على مقدمة المؤلف ثم الجوف شعراً ونثراً، وتضمن القسم الأول قصائد المؤلف ومساجلاته مع الشعراء، فيما تناول القسم الثاني قصائد مختاره لشعراء من الجوف ومنهم الشاعر الأمير عبد الرحمن السديري والشاعر إبراهيم العريفي والشاعر دابس المرخان والشاعر سهو العجاج والشاعر عيد بن نعيم السهو والشاعر خالد المسعر البليهد والشاعر عبدالهادي بن مريزيق النصيري والشاعر عيد بن عقلا الخمعلي والشاعر جزع البديوي والشاعر محمد التيماني والشاعر عبيد الله القنيفذ والشاعر خلف عيسى الشاعل والشاعر محمد المعيقل والشاعر غالب السراح والشاعر مفضي العطية والشاعر شهاب الجنيدي والشاعر عبد المصلح البديوي. الشاعر خالد الحميد هو والد كل من نائب وزير العمل بالمملكة سابقاً الدكتور عبدالواحد بن خالد الحميد وخبير الموارد البشرية بدر بن خالد الحميد و نائب أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور منير بن خالد الحميد و الباحث و المعلم في مكةالمكرمة الشيخ ناجي بن خالد الحميد و رئيس كتابة عدل سكاكا الدكتور عبدالحكيم بن خالد الحميد و المعلم والمثقف فوزي بن خالد الحميد، وله أيضاً ثلاث بنات يعملن في سلك التعليم. وقال الشاعر خالد الحميد رحمه الله في حديث صحفي سابق: «تعلمت بالكتاتيب وعلى يد الشيخ فيصل فلم يكن هناك مدارس ثم التحقت بالمدرسة عند افتتاحها عام 1362ه، واستمررت بدراسة القران عند الشيخ فيصل، ومن يحفظ القران تلك الأيام يعد ممن حصل على الدكتوراة ويعد له حفل ويهنئ بهذه المناسبة». ومن أبرز قصائد الشاعر رحمه الله والكتاب قصيدة شهيرة يمدح بها منطقة الجوف ومنها: سقى الله بلاد الجوف من وابل مدرار محن مرن مرزمٍ ضافيٍ سيله على نقرة الجوبة على راف لين أشغار يحدّر على ابو أرواث لين المعيزيله سقاها من الوسمي حقوق المطر تكرار صباح ومساء يسقيه صادق هماليله يربِّع سهلها والوعر بس خط القار شبيه الزوالي يوم عينك تراعي له في كل روضٍ ينبت الفقع فيه اكثار تشوف الزبيدي بينات دحاميله وتلقى أم سالم تزعج الصوت والأطيار على كل غصنٍ ساجعات بلابيله دارٍ فلا حبيت بالكون مثله دار دارٍ ربينا في مرابع مداهيله ديرةً هل الناموس والمدح واهل الكار مستارثين الطيب جيل بثر جيله لها من قديم الوقت صيت ظهر واذكار علم الحيا كل المخاليق تدري له كرام اللحى اللي يكرمون الخوي والجار واد النفاخ الضيف بالعسر ياتي له هواها لذيذ وميها نابع فوار يسقّي بساتين بها الزرع وانخيله يقدم نماها للمسايير والخطار كما قال ابن سراح يا سامع قيله