هناك قصائد اشهرت اصحابها ورفعت من سمو ذكرهم وشأنهم وشرقت وغربت بهم وطار صيتهم في الآفاق ومن هذه القصائد التي أشهرت اصحابها القصيدة العربية التي كنا نسمعها عبر المذياع اثناء مقدمة برنامج من البادية وهي: نحمد الله جت على ما تمنا من ولي العرش جزل الوهايب هكذا كنا نرددها دائماً الشطر الاول من هذه القصيدة الشهيرة ولم أكن اعرف لمن هذه القصيدة العصماء حتى قرأت كتاب الشيخ عبدالله بن خميس أهازيج العرب أو شعر العرضة وعلمت ان هذه القصيدة للشاعر عبدالرحمن بن صفيان - رحمه الله - وكنت قد عزمت ان اسطر كلمات عن هذا الشاعر ولكن لم استطع الوصول إلى ذريته أو ان احداً يوصلني اليهم وبقي الموضوع في كنت اتجول في بعض المكتبات التجارية ووجدت هذا الديوان عن الشاعر عبدالرحمن بن سعد الصفيان الذي جمعه الباحث والشاعر والابن البار ابن الشاعر محمد بن عبدالرحمن بن سعد الصفياني. الكتاب يقع في 199صفحة من الورق الفاخر والمصقل وفي اخراج جميل وجذاب وفي الكتاب صورة الشاعر عبدالرحمن الصفيان ومبدأ القصيدة الشهيرة والديوان بعنوان "ديوان نحمد الله" ووفق الباحث محمد إلى هذا العنوان لأن القصيدة كما قلت من عيون الشعر الوطني الخالدة والباقية في ذاكرة الناس،، قسَّم المؤلف والشاعر محمد كتابه إلى عدة نقاط المقدمة وقد استهلها المؤلف بترجمة للشاعر عبدالرحمن الصفيان وانه ولد سنة 1337ه بمدينة الدرعية عاصمة الدولة السعودية الاولى عاش وترعرع في هذه المدينة الصغيرة في ربوع نخيلها ومزارعها وتعلمّ القراءة والكتابة والقرآن الكريم على احد معلميها على الطريقة القديمة وكان بودي من الأخ الفاضل محمد ان يفصل ويسهب مراحل حياة والده الشاعر عبدالرحمن وبالذات ان معاصريه لايزالون على قيد الحياة والمعارك التي شارك فيها في عهد الملك عبدالعزيز وكذلك لو استكتب بعضاً من اصدقائه من أهالي الدرعية وغيرهم وانطباعتهم عنه ومشاعرهم نحوه وهذا ممكن وثمة امر آخر وردت بعض اسماء شعراء لهم مساجلات مع الشاعر لم يورد الاخ الباحث محمد ترجمة ولو قصيدة عنهم كالشاعر إبراهيم بن محمد الصفيان علم الشاعر والشاعر حسين اليابه ومع هذا فالمؤلف قد وفق كثيراً في جمع وترتيب هذه القصائد والدرر من قصائد شاعرنا الفحل عبدالرحمن الصفيان. ثم ان المؤلف الأستاذ والشاعر محمد أفرد للقصائد الحربية فصلاً خاصاً والشاعر عبدالرحمن - رحمه الله - أشتهر بهذا الفن وأصبح من فرسانه المشاهير فالشعر الحربي يعد لدى الصفيان الإنتاج الشعري النبطي الاول وحيث انه شارك مع الملك عبدالعزيز ابان توحيد المملكة فهو دائماً يتغنى بهذه الأمجاد لأنه عاينها وشاهدها ورسم هذه المشاهدة في شعر العرضة والوطنيات، المؤلف وفقه الله نثر قبل كل قصيدة مفرداته وكلماته وجملة توطئة وتمهيد قبل القصيدة ووضع عناوين للقصائد وكما قلت ان شعر ابن صفيان وبالاخص الحربي يفوح حماسة واعتزازا وفخرا ليس بالنفس انما بقادة هذه البلاد وصمود وشجاعة شعبه، ثم يلي ذلك القصائد لها مناسبات لدى الشاعر ووضع المؤلف وفقه الله لها عنواناً وهو القصائد النبطية ولو كتب بدل هذا العنوان وطنيات أو قصائد وطنية لكان اولى لأن لفظة النبطية تشمل جميع العناوين التي وضعها المؤلف وفقه الله من رثاء وغزل وحربي.. يلي هذا العنوان قصائد رثاء للشاعر عبدالرحمن. وفي ختام الديوان لم يغب عن المؤلف ان يختم ديوان أبيه بمراثي في شاعرنا عبدالرحمن الصفيان - رحمه الله - الذي توفي يوم الاحد الموافق 3شوال 1412ه فرحمه الله تعالى وجعل مستقره دار الفردوس وبارك في عقبه.