من الملاحظ في بداية شهر رمضان من كل عام كثرة أعداد المصلين، خصوصاً صلاتي المغرب والعشاء، فنجد إقبالاً كثيفاً على المساجد، على غير العادة فتمتلئ بالصفوف، والبقية يصلون في جماعات متتالية، بعد أن يفرغ الإمام من الصلاة، وهذا شيء جميل ورائع، بأن نرى هذه الروحانية في مساجدنا بتزاحم المصلين صغيراً وكبيراً، لتعظيم شعائر الله بتأدية الصلوات المكتوبة، مشاهد مؤثرة تسعد بها القلوب، لكن ما نلبث وأن تمضي العشر الأولى من شهر الصيام حتى نجد أعداد المصلين بدأت بالتناقص وهكذا يستمر المشهد حتى العشر الأواخر، فلا نجد إلا نصف هؤلاء المصلين أو أقل من ذلك، وهنا نتساءل: أين ذهبت تلك الصفوف التي كانت تتزاحم على أبواب المسجد والصفوف الأمامية كان جلها من الشباب؟ فلماذا غابوا عن إكمال بقية الصلوات؟ كما بدأ شهر رمضان ما الأسباب؟ بالطبع لا يوجد هناك أي مبررات لعدم الحضور بل من المؤسف جداً، أن نرى هذا التفريط الكبير للبعض من الناس هداهم الله، الذين لا يشهدون صلاة الجماعة بانتظام وتواجدهم يقتصر على رمضان أو بعض من أيام الشهر المبارك وصلاة الجمعة، ولكن بقية الفروض الأخرى يكون هناك تفريط بعدم المواظبة عليها، لا شك أن هناك خللاً حاصلاً وتهاوناً لدى بعض المصلين ينبغي عليهم تداركه قبل فوات الأوان، وعلينا جميعاً كمجتمع مسلم التناصح وحث الأبناء وتذكيرهم بأهمية هذا الركن الإسلامي العظيم الذي هو الصلة بيننا وبين الله عز وجل بالتوجيه والتوعية فلا سعادة بدون الصلاة ولا صلاح واستقامة إلا بالمواظبة عليها مع الجماعة وفي أوقاتها كما أُمرنا بها «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».