قرأت في عدد الجزيرة 14183مقالاً جميلاً للكاتبة ناهد باشطح عن رمضان وكيف كان يستغل والفرق بين الأمس واليوم، وكيف يقضي الشباب أيامه ولياليه وساعاته، وقد أبدعت الكاتبة أيما إبداع في طرحها لهذا الموضوع المهم كيف لا ورمضان قد حلَّ ضيفاً علينا وحطَّ رحاله وواجبنا نحن المسلمين استقباله أحسن استقبال واستغلاله بكل ما يقرّبنا إلى ربنا بفعل الطاعات واجتناب المحرَّمات، ولأهمية هذا الشهر ومكانته في قلوبنا أحببت أن أشاطر ناهد فيما كتبت بتوجيه الشباب وإرشادهم إلى ما فيه النفع لهم في دنياهم وأخراهم وخصوصاً أن الكثير منهم يضيّعه باللهو والسهر، وأحياناً فعل ما حرَّم الله بمشاهدة ما يفسد حلاوة وجمال وروحانية رمضان، وتضييع للصلوات الخمس مع الجماعة وهذه ظاهرة رأيناها وللأسف في رمضان، فهم يسهرون حتى الفجر، ومن ثم ينامون طوال النهار مما يفوّت عليهم صلاتي الظهر والعصر، وكم أتمنى أن يدرك شبابنا وفتياتنا أهمية هذا الشهر المبارك وما فيه من الأجر العظيم لمن استغله بطاعة الكريم المنان والتقرب إليه بكل عمل صالح مستغلين أعمارهم قبل فوات الأوان حينما يهجم عليهم هادم اللذات ومفرّق الجماعات وساعتها لا ينفعهم ندم ولا حسرة، يوم لا ينفع مال ولا بنون {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء89، ومصيبة حينما تنصرم أيامه وينتهي والكثير من الناس في صحائف أعمالهم الكثير من السيئات التي عملوها في رمضان تفريطاً. وشهر الصيام لم يفرض علينا للسهر، بل للعبادة من صدقة وبر وإحسان وصيام وقيام وصلة للأرحام، وقراءة للقرآن، وكل عمل صالح يرضي رب الأرباب، وشبابنا ولله الحمد فيهم بذرة الخير ولكن يحتاجون إلى من يوقظهم من غفلتهم ويذكّرهم ويدلهم على الخير، وجميل بهم أن يستغلوا رمضان أحسن استغلال ويبتعدوا عن كل ما يجرح صومهم ويفسده، وهذه دعوة مني لكل مسلم عبر بوابة الجزيرة لفتح صفحة جديدة بالتوبة والإنابة إلى الله في هذا الشهر الكريم الذي أسأله جلّت قدرته أن يجعلنا فيه من الصائمين القائمين، وأن يختم لنا بخاتمة السعادة ويرزقنا الحسنى وزيادة، ويهدينا فيه وفي غيره من الشهور لكل عمل صالح متقبل مبرور. صالح بن عبدالله الزرير التميمي