الأميران خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن انشودة وطن وقصيدة أمة.. جناحان يحلقان بالوطن في سماء العز والفخر والإبداع، عبر قصائدهما الوطنية، وكلماتهما التي هي في واقع الأمر أمضى من حد السيف، وأبلغ تعبيرا من كثير من الخطب والمقالات التي تملأ الآفاق. وتربط بين الأميرين الشاعرين علاقة قوية، حيث يعتبر البدر الأمير الفيصل أستاذه ومثاله في الشعر، فيما قال الفيصل عن البدر إنه شاعر استثنائي لا يتكرر ويطلق عليه لقب «أنشودة الوطن». فكان من الطبيعي أن يكرمهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سويا بمنحهما وشاح الملك عبدالعزيز، تقديرا لما قدماه من جهود وخدمات جليلة لوطنهما، ودورهما في تعزيز اللحمة الوطنية، وتكريس قيم الانتماء لهذه الأرض الطيبة، فضلا عن الارتقاء بالذائقة الأدبية بين أبناء الوطن. ويمكن لأي متابع للمسيرة الشعرية للرمزين الكبيرين أن يدرك الروح الوطنية العظيمة التي تكتسي وتعطر قصائدهما. فعندما تمتزج الوطنية بالإبداع، والشعر بالولاء والانتماء، والموهبة الفذة بالروح المسؤولة، لا بد أن تقفز إلى الذاكرة صورة أبهى صوتين حملا اسم المملكة في قلبيهما حتى الوريد وفي شعرهما حتى الأعالي. فالأميران خالد الفيصل بقامته الشعرية الشاهقة وبدر بن عبدالمحسن بقيمته الإبداعية الفائقة لم يكونا شاعرين فقط في مسيرة الشعر العربي، بل كانا الأكثر تميزا في كتابة قصيدة ممهورة بعشق الأرض وعناق التاريخ والتمازج مع الفصحى بلغة الناس اليومية، ورفع الصور الشعرية إلى مستوياتها دون أن تفرط في العلاقة العميقة مع المتلقي. ومما زاد من ثراء المنجز الشعري - الوطني للشاعرين الكبيرين هو قدرة قصيدتهما أن تتحول في لمح البصر إلى نشيد عظيم وأغنية هائلة تلتقطها آذان الناس وتستوطن ذاكرتهما. وعشرات بل مئات القصائد والأغاني الوطنية التي ننشدها ونتباهى ونتغى بها هي من صميم إبداع هذين الشاعرين اللذين كتبا بالحب قصيدة الوطن وسيجا بتراب الوطن حصن قصيدة الحب الأوفى.