أحد رجال الأزهر ذهب إلى بريطانيا يوم كان الإنجليز يحكمون مصر، وحينما عاد الشيخ الأزهري إلى بلاده جاءه الإعلاميون يسألونه ماذا رأى في بلادهم؟ وكان رد الشيخ الموجز الصريح: «أخذوا حسناتنا وأخذنا مساوئهم»! والأمة العربية والإسلامية اليوم حقيقيون أن يعنوا بدينهم ووطنهم وحياتهم ومستقبلهم وأن ينطلقوا بقول الحق سبحانه: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون».. سورة التوبة آية 105. أجل هذا المبدأ القيم هو السبيل إلى الحق والخير والنجاح في هذه الحياة الدنيا! إن المبدأ الحق أن يعمل الإنسان لدنياه كأنه يعيش أبدا وأن يعمل لآخرته كأنه يموت غدا. فأين المسلمون اليوم؟ إن حديث سواحنا في الشرق والغرب واختلاطنا بهم في حياتهم بعامة، في اليابان والصين وسنغافورة، وفي أوروبا وأمريكا الجنوبية وكل البلاد التي جال فيها واختلط بأهلها في حياتهم بعامة؛ رأى أمما منظمة عاملة جادة صادقة في وعودها! وتساءل ونحن المسلمين نتساءل معه: أين قيمنا ومثلنا؟ أعني قيم الإسلام ومثله وأخلاق الدين الذي نبعت منه تلك الأخلاق العالية التي جاء بها الدين الخاتم منذ أربعة عشر قرناً وهي باقية؟ وستبقى بمشيئة الله إلى قيام الساعة! إننا مسؤولون أعنى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ والله سبحانه سائلهم عن تفريطهم في أخلاق الإسلام وقيمه التي هي عنوان الرقي والنجاح! فرطنا في تلك المثل وتخلينا عنها فتخلفنا، وأخذ الشرق والغرب قيم الإسلام وأخلاقياته ومثله، وتخلينا نحن عن موروثنا الباقي! وصدق الله القائل: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. ولن يكون لنا شأن حتى نتمسك ونعود إلى قيم ديننا الذي أعزنا الله به! * كاتب سعودي [email protected]