عدت إلى وطني من سفري فقرأت في صحيفة عكاظ خبر رحيل الأخ الصديق العزيز الوفي المهندس محمد سعيد فارسي، رحمه الله ورطب ثراه، وأدعو الله أن يعم بالصبر أهله وذريته ومحبيه، وأردد وإياهم إنا إلى الله راجعون. ولقد عرفت وخالطت الصديق الذي انتقل إلى العزيز الغفار وكلنا إلى الله راجعون.. لقد عرفت الفقيد وخالطته عن قرب فكان وفياً ومحباً وعزيزاً والأخيار قليل ما هم، وهكذا الحياة أخذ وعطاء وأغيار والزمن قلب وأخذ وعطاء ! كان الفقيد وفياً محباً وليس متكبراً، وإنه صادق إذا وعد وليس في الفقيد العزيز أنفة، ولكنه من الذين قيل فيهم: وقليل ما هم، وقد أخذت للنادي الأدبي الثقافي بجدة هذا العطاء الثمين قيمته اليوم أكثر من ثلاثة وثمانين مليون ريال، وقد أجّرت إدارة النادي بسبعة ملايين ريال سنوياً فشكر الله سعيه ورحمه وأحسن إليه ! وقد أعطى الرجل أصدقاءه أراضي أقاموا عليها مساكن لأنفسهم، وهذا ودّ ووفاء منه يحسب له إن شاء الله في آخرته. وقد قال الحق سبحانه: «إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا»، والأخيار من البشرية في هذه الحياة الدنيا أعمالهم باقية عند العزيز الرحيم جل في علاه. وهكذا الحياة الدنيا عطاء وأخذ والعمل الصالح هو الباقي عند الحق سبحانه وتعالت أسماؤه لا إله إلا هو يحيي ويميت وهو العزيز الرحيم الذي له ما في السموات وما في الأرض لا تدركه الأبصار وهو سبحانه يدرك الأبصار وهو على كل شيء قدير. * كاتب سعودي [email protected]