للعام الخامس على التوالي، تواجه العائلات اليمنية أزمات وتحديات اقتصادية كبيرة خصوصاً قبل دخول شهر رمضان، جراء سيطرة مليشيا الحوثي على الأسواق وفرض الإتاوات وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى حالة النزوح القسري التي تفرضها على الكثير من العائلات في مناطق المواجهات والملاحقات الأمنية وتهديد العائلات باختطاف أبنائها. وقد فر غالبية اليمنيين من مناطق سيطرة الحوثي إلى مأرب وحضرموت وعدن حيث استحدثت لهم مخيمات للنزوح، فيما تواجه الفئة الميسورة ارتفاع الإيجارات، إلا أن سكانا محليين اعتبروا أن دخول شهر رمضان يشكل أكبر أزمة تواجه الأسر اليمنية سواء الفقيرة أو الميسورة، بعدما سلب الانقلاب فرحتهم بالشهر الفضيل. وتساءل محمد مفتاح، الذي نزح من الحديدة إلى صنعاء: بماذا نستقبل رمضان، فنحن نقع بين نارين النزوح والغلاء، ولم يعد لرمضان مذاق كالسابق سوى المآسي والأحزان والكوارث والأزمات، معتبراً أن الحوثيين لم يقدموا للشعب اليمني شيئا سوى الموت بكل أنواعه السريع والبطئيء. فيما وصف علي الفقيه -نازح يمني في مأرب- رمضان بأنه شهر الإيمان، بيد أن الحوثيين أحالوه إلى معاناة يعيشها الكثيرون من اليمنيين داخل مخيمات النزوح، أما الأسر الميسورة فهي أيضاً في صراع من غلاء الإيجار. وتعيش تعز وضعاً إنسانياً صعباً جراء الحصار المفروض منذ أكثر من 5 أعوام وسط شح في موارد المياه والمواد الغذائية والدواء، خصوصاً مع انتشار مرض الكوليرا بشكل مخيف. وبرر تجار يمنيون تحدثوا ل«عكاظ» ارتفاع الأسعار إلى عوامل عدة أبرزها الضرائب والإتاوات التي تفرضها المليشيات، وقالوا: «إذا كان التاجر يدفع جمارك مرتين للسلطات الشرعية في ميناء عدن أو المنافذ البرية، وفي النقاط الحوثية المستحدثة بالبيضاء وذمار بالإضافة إلى المبالغ المالية التي تفرضها المليشيا ال20% أو ما يطلق عليها «الخمس» فضلا عن مبالغ أخرى كمجهود حربي تدفع بشكل يومي لمشرفي المليشيا، فإنه بالتأكيد سيفرضها على السلع ويصبح المواطن الضحية»، وحمل التجار المليشيات المسؤولية الكاملة عن كل ما يتعرض له الإنسان اليمني من تجويع وفقر وقتل.