اندلعت في البرلمان العراقي أزمة سياسية بين كتل موالية لإيران وكتل سنية أخرى، واتهمت الأولى الثانية بتلقي مبالغ مالية من الولاياتالمتحدة لإفشال مشروع إخراج القوات الأمريكية التي تعتزم الكتل الموالية لطهران تقديمه وإقراره. وشن تحالف «الفتح» هجوما عنيفا على شخصيات برلمانية متهما إياها بالرضوخ للضغوطات الأمريكية. وقال النائب عن التحالف عدي عواد في بيان له أمس (السبت)، إن أمريكا اشترت ذمم بعض الجهات والشخصيات السياسية، من أجل الترحيب بوجودها داخل الأراضي العراقية، معتبرا أن الأغلبية الوطنية ترفض هذا الوجود، رغم شراء ذمم البعض، وأكد أن إقرار قانون إخراج القوات الأجنبية سوف يقر بالأغلبية البرلمانية المطلقة. وعلمت «عكاظ» أن شخصيات برلمانية طالتها هذه الاتهامات ستعقد اجتماعا لها اليوم (الأحد) لصياغة مذكرة احتجاجية لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي تدعو فيها لاتخاذ الإجراءات العقابية بحق تحالف الفتح والمنصوص عليها في النظام الداخلي للبرلمان. في غضون ذلك، حذر المبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك، الحكومة العراقية من دوافع زيارة رئيس النظام الإيراني حسن روحاني إلى بغداد. وقال في مقابلة على قناة «الحرة» أمس الأول، إن النظام في إيران يرى العراق مجرد «مخلب في لعبة سياسية كبيرة» و«ممر» للهيمنة على الشرق الأوسط. وأكد أن زيارة روحاني لن تكون جدية للعراقيين، مضيفا أن النظام الإيراني لا يستثمر في شعبه ذاته، ولا نتوقع أن يدعم العراقيين بأي شكل. وذكر هوك بمساوئ السياسة الخارجية الإيرانية قائلا «إنها لا تحترم سيادة أو استقلالية الدول الأخرى، وتحاول منذ 1979 تقويض الدول وإحلال الهويات الوطنية بهوية دينية». وأكد أن تلك السياسات زرعت عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وأدت إلى العنف وسفك الدماء. ولفت إلى فشل النظام الإيراني في محاولة الالتفاف على العقوبات الأمريكية من بوابة العراق. وطالب هوك من العراق الامتثال للعقوبات ضد النظام الإيراني لأنها تحرمه من الدخل الذي يستخدمه في زعزعة استقرار المنطقة. ووصف هوك البنوك الإيرانية بالبنوك القذرة والفاسدة قائلا «العشرات من البنوك الإيرانية بنوك قذرة وفاسدة تخدم النظام فقط».