قفز رئيس مجلس النواب العراقي الجديد محمد الحلبوسي بتحالفه مع حلفاء إيران قفزة كبرى، أخذته إلى مناطق لعب جديدة ومع الاصطفافات السياسية، وكان عنوانا للكتلة الموالية لإيران بقيادة هادي العامري التي بحثت منذ البداية عن شخصية سنية مناسبة لرئاسة البرلمان تضمن المرور الهادئ لأي قرارات تريدها، حيث وجدت الكتلة الموالية لإيران في النائب محمد الحلبوسي الخيار الأنسب، والأقل إزعاجا للقوى الشيعية، فتحالفت معه متعهدة بإيصاله إلى مقعد رئاسة البرلمان وفعلت. وكانت جميع الكتل والأحزاب السياسية تنظر إليه على أنه «بيضة القبان» في العمل البرلماني بين جميع القوى السياسية السنية والشيعية، لكن هذا الأمر لم يدم طويلا وتعرض الرجل لحملة من الانتقادات الحادة في أول تصريحات أطلقها أمس الأول (الأحد)، عندما أعلن خلال اتصاله الهاتفي مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، عن رفض بغداد للعقوبات الاقتصادية على إيران، مؤكدا أن العراق سيكون دائما إلى جانب إيران وشعبها، ولم يكتف الرجل بهذا الكلام بل وجه للمسؤول الإيراني دعوة رسمية لزيارة بغداد، ما أثار حفيظة القوى السنية والشيعية في البرلمان الرافضة للتدخلات الإيرانية، بل وأكد الحلبوسي خلال الاتصال أن الشعب العراقي وأعضاء البرلمان يقدرون الدعم الإيراني المفتوح للعراق في السابق والآن، وهو ما تسبب في إثارة حالة من الجدل والاعتراضات داخل أروقة مجلس النواب العراقي حول تصريحات رئيس البرلمان الذي تحدث باسم النواب، وهذا ما يرفضه العديد من النواب أنفسهم، خصوصا عندما أكد الحلبوسي أن «أعضاء البرلمان في العراق يعارضون ممارسة أي ضغوط وحظر اقتصادي على إيران»، معتبرا أن «هذه العقوبات غير منصفة، وأن بغداد ستكون إلى جانب الشعب الإيراني دائما». كرة النار التي ألقاها الحلبوسي بما دار بينه وبين لاريجاني بدأ لهيبها بالتصاعد مع أول احتجاجات يشهدها البرلمان العراقي الجديد، ويبدو أن حلفاء إيران الذين يقودهم العامري قد أوقعوا رئيس البرلمان في الفخ السياسي.