تلجأ بعض الصحف والدوريات إلى افتعال أسئلة عندما لا يتجاوب معهم القراء بإرسال استفتاءات حقيقية، وغالباً ما تكون الأسئلة المفتعلة فاترة؛ لأنها مثل النائحة المستأجرة، أما مجلة البحوث الإسلامية فهي تنشر أسئلة حقيقية دون ذكر أسماء أصحابها تفادياً للإحراج. ففي العدد 112 من هذه المجلة، ورد إليها سؤال هذا نصه: انتشر الآن أمر ألا وهو أن كثيراً من أصحاب مواقع الإنترنت التي يتاجرون عن طريقها بأشياء مختلفة كالملابس والجوالات وغيرها، ينظمون مسابقة، حقيقتها: أن تشترك في مجموعتهم ثم تنقل إعلان المسابقة إلى صفحات الإنترنت الأخرى ويعطونك رقماً ولما تنتهي المسابقة يقوم منظمها بتعيين الفائز عن طريق أرقام الصدفة، فما حكم ذلك؟ هل هذا من القرعة الجائزة أم أنه القمار المحرم؟ وقد أجابت اللجنة الدائمة للفتوى المنبثقة عن هيئة كبار العلماء على هذا السؤال بعد أن قامت اللجنة بدراسة الموضوع فأجابت بأن العادة جارية بأن نشر الإعلانات عمل متقوم، وعليه فإن أداء هذا العمل لغرض الدخول في هذه المسابقات داخل في المقامرة المنهي عنها، لأن أداء هذا العمل غرم محقق وعوضه غنم محتمل وهذا من القمار وهو الميسر المحرم المنهي عنه في قول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}. والمكاسب من ذلك من أكل المال بالباطل المنهي عنه. وتتميز المجلة بأنها تنشر ملخصات عن البحوث باللغة الإنجليزية في ختام صفحاتها.. وقد لاحظت عدم وجود صور، والصور في عصرنا أصبحت ضرورية، وربما قيل إنها مما عمت بها البلوى، فحبذا لو نشر أعضاء اللجنة الدائمة للفتوى صورهم، فقد شبه بعض العلماء الصورة الفوتوغرافية مثل انطباع صورة الشخص على المرآة.. والله أعلم. إنها حقاً مجلة دورية راقية بما فيها من بحوث ممتازة وأُزجي الشكر للأمانة العامة لهيئة كبار العلماء لإهدائها لي العددين 112 و113. السطر الأخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة». قلنا لمن: قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. * كاتب سعودي