ملفت هو البيان الذي أصدرته الحكومة الكويتية أمس الأول معلنة فيه أنها تأسف للمعلومات المغلوطة التي تداولتها عناصر ومجموعات كويتية في وسائل التواصل حول نتائج زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ملفت لأنه يشير بوضوح إلى مدى الضجر والاستياء الذي وصلت إليه السلطات الكويتية من ألاعيب ومشاغبات «فئران البيت الكويتي» التي تحاول بكل طاقتها وخبثها وأموال داعميها منذ فترة طويلة توتير العلاقات بين البلدين انصياعاً لإملاءات قطرية وأخرى إيرانية تريد تفجير المنطقة. فئران البيت الكويتي -لمن لا يعرفها- هي باختصار شديد عبارة عن مجموعات معادية للدولة الكويتية من الداخل أبرزها «مجموعة منتمية عقديا لتنظيم الإخوان وبعض التنظيمات الإرهابية المتفرعة عنه»، و«مجموعة أخرى متشبعة بالخيانة والعمالة لنظام الولي السفيه في طهران»، و«مجموعة ثالثة يمكن تسميتها ب«فرقة المرتزقة والدرباوية» وهي تضم عناصر بلا كرامة أو مبدأ تعيش على الارتزاق من كيس الفأر الوكيل لتنظيم الحمدين في الداخل الكويتي»، وسبب ميلي لوصف كل هؤلاء ب«فئران البيت» هو التفريق بينهم وبين مطاريد تنظيم الإخوان المشتتين بين قطر وتركيا وبقية أصقاع الأرض والذين يصح وصفهم ب«فئران الحقل». حاول تنظيم الحمدين في قطر منذ انطلاق شرارة ما سمي بالربيع العربي أن يحرك فئران البيت الكويتي للإطاحة بقيادة البلاد، وسخّر أموالاً طائلة في سبيل ذلك، ونجح في شراء بعض البرلمانيين الكويتيين وتحريك مظاهرات واعتصامات حاشدة في الشوارع أثارت الفوضى وأساءت لأمير البلاد واقتحمت مجلس الأمة وهو الحدث الذي وصفه الشيخ صباح الأحمد حينها بأنه «يوم أسود في تاريخ الكويت»، قبل أن يأمر قوات الحرس الوطني والأجهزة التابعة لوزارة الداخلية بالتحرك وأخذ كل التدابير اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وبالفعل تمكنت القيادة الكويتية من عبور عنق الزجاجة وإحباط المخطط القطري، وإحالة عدد من الفئران للمحاكمة وطمأنة الكويتيين بأن الوضع تحت السيطرة. لكن مع إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عن مقاطعتها للنظام القطري، وبدء وسائل الإعلام في كشف المؤامرة القطرية، نشطت فئران البيت الكويتي بإيعاز من الدوحة مجدداً وبدأت بالضغط على الحكومة علنا وبكل قوة لدفعها إلى الاصطفاف مع تنظيم الحمدين، لكن حكمة القيادة الكويتية لم تتح لفئران البيت التلاعب به، فهي تعرف جيدا مدى خبث النظام القطري وتربصه بها، وتدرك أن علاقاتها بأشقائها ومحيطها أعمق بكثير من أن يؤثر فيها صرير الفئران وهو الأمر الذي أحبط مخطط القطريين مرة أخرى. وبالطبع جاء الاحتفاء الكويتي الكبير قبل أيام بزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كضربة مؤلمة جدا على رؤوس فئران البيت الكويتي، ما دفعها للطعن في القيادة الكويتية بإشاعة معلومات مغلوطة حول نتائج الزيارة، ولن تكون هذه آخر حفلات الصرير. * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]