تبدو ممشوقة كفرس باسمة العينين، تنحسر شيلتها عن شعرها تنتظر بعض الوقت ثم تستردها، تلتقط الصور ل الشاعر والعازفين، ثم تسترخي وتعاود مضغ لبانتها، توزع ابتسامتها يمنة ويسرة، تناظر الشاعر.. تحدّق فيه وتبتسم، تلتفت إلى جارتها يتهامسن قليلا. ينتهي الشاعر من قصيدة «فاطمة» تصفّق ثم تتوقف عن التصفيق وتعاود رسم ابتسامتها. شيلتها تعاود السقوط، ينكشف شعرها المهمل وكما كل مرة تنتظر قليلا قبل أن تستردها، ترفع إحدى يديها يبان خاتمها الوحيد وساعتها وأنامل كالأقلام، ينتقل الشاعر إلى الرثاء تحزن أو تتظاهر بالحزن، تستكين، تنظر إلى الأسفل، ملامحها تكتسب الحزن. انتهى الرثاء.. يعاودها الفرح، ثم توزيع الابتسامات والنظرات، تنظر في الجانب البعيد، تقع عيناها على عينيّ، أرتبك وأشيح بنظري. يبدأ الشاعر في قصيدة جديدة، تردد هي «الله حلو».. طلالية.. تطابق كفيها تضعها تحت إحدى خديها.. تتوسدها وتسرح مع «وترحل»... تنتهي الأمسية، يختلط الجمهور بالجمهور بالشاعر، تتبادل الحديث مع بعض الحضور. أخرجُ «أنا».. أقف أمام الكتب المعروضة.. استعرضها، ألتفت يسارا، تلتقي عينايّ بعينيها متجاورين، نتبادل النظرات بجفاف.. يدير كلٌ منّا ظهره للآخر، «ونرحل سوا الاثنين.» * قاص سعودي