وسط حالة من الإحباط التي تساور القوى السياسية والشعبية اليمنية من إمكانية نجاحها في ظل التحركات الدولية المريبة التي تصب في المجمل لصالح الميليشيا الحوثية، أكدت مصادر حكومية ل«عكاظ» مغادرة وفد الحكومة الشرعية المكون من 12 مفاوضاً وخبيرا أمس (الأربعاء) الرياض متوجهاً إلى جنيف لحضور جلسة المشاورات، غير أن مصادر رجحت أمس، عدم وصول وفد الحوثيين في موعدهم اليوم إلى جنيف، موضحة بأن الحوثيين بعد لقاءات عقدت مع مسؤولين من حزب الله وإيران وضعوا شروطاً جديدة قد تعيق المفاوضات وتفشلها قبل أن تبدأ. وأفادت المصادر أن الحوثيين اشترطوا السماح لهم بإخلاء جرحى من حزب الله وإيران في الطائرة التي ستقلهم إلى سلطنة عُمان ومنها إلى جنيف، وكان مصدر في مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث أشار إلى أن الطرفين لن يلتقيا بشكل مباشر إلا في الجلسة الافتتاحية فقط. في غضون ذلك، أعلن وزير الإعلام معمر الإرياني، أن الرئيس عبدربه منصورهادي، أصدر توجيهاته للوفد المفاوض عن الحكومة الشرعية بوضع قضية الإفراج عن جثمان الرئيس الراحل صالح وإطلاق أبنائه وقيادات المؤتمر وجميع القيادات والصحفيين والناشطين الأسرى والمعتقلين على رأس أولوياتهم في مشاورات جنيف، موضحاً في تغريدات نشرها أمس، أن توجيهات الرئيس هادي تؤكد من جديد أنه ينطلق في قراراته من موقع الأب المسؤول عن جميع أبنائه. وأشار إلى أن رسالة الرئيس مهمة وينبغي أن يلتقطها الجميع داخل المؤتمر الشعبي العام وخارجه بضرورة العمل الصادق والبناء لطي صفحة الماضي والاتجاه نحو المستقبل لاستعادة الدولة ورفع المعاناة عن كاهل الشعب. وظل الانقلابيون يسوفون ويماطلون طوال فترات المفاوضات الثلاث (جنيف 1، 2 والكويت) في البت في ملف الأسرى، رافضين الإفراج عن وزير الدفاع محمود الصبيحي وناصر منصور هادي شقيق الرئيس هادي وقيادات من الصف الأول من جميع الأحزاب، كما كان الرئيس السابق صالح يرفض مناقشته أو الإشارة إلى تلك الملفات، لكنه اليوم أصبح بندا رئيسيا مهما تسعى الشرعية لتخليص جثمانه ومن معه من قبضة الميليشيات الإرهابية.