أكد اقتصاديون متخصصون ل«عكاظ» أن قرار المملكة استئناف شحنات النفط عبر مضيق باب المندب يطمئن الأسواق العالمية بأن الإمدادات لم ولن تتأثر لأسباب مرتبطة بتوقف الشحنات عبر المضيق. وبينوا أن قرار المملكة جاء بالتنسيق مع المجتمع الدولي الذي من شأنه ضمان استمرار إمداد العالم بالطاقة، وفقاً للمعايير والاحتياطات الأمنية كونها مصلحة مشتركة. وقال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين ل«عكاظ»: «استئناف المملكة لشحنات النفط عبر المضيق سيكون له انعكاسات إيجابية على موثوقية السوق بالتزام المملكة باستدامة الإمدادات النفطية وانعكاسات أخرى إيجابية أيضا على الأسواق وطمأنتها بأن الإمدادات لم تتأثر خلال الأيام الماضية لأسباب مرتبطة بتوقف الشحنات من مضيق باب المندب، وبالتالي طول رحلة الشحن إلى الدول الغربية وشمال شرق أفريقيا؛ ما ينعكس على المتغيرات المرتبطة بطول رحلة الشحن بتكاليف الشحن، إضافة إلى التأمين والمتغيرات السعرية التي كان من الممكن أن تتأثر بشكل كبير لو استمر تعليق المملكة لشحناتها من خلال المضيق». وأضاف: قرار المملكة لإعادة شحناتها عبر المضيق يؤكد أنها تتعامل بمسؤولية تامه تجاه التزاماتها، وأن إعادة تصدير النفط يؤكد أن المملكة تلتزم كليا بحماية شحنات النفط من التهديد الإرهابي في باب المندب، وذلك يؤكد حرصها تحقيق أمن وسلامة الإمدادات النفطية. من ناحيته، ذكر المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة أن قرار استئناف شحنات النفط عبر مضيق باب المندب يستهدف حماية التحالف لشحنات النفط التي تمر من خلال المضيق، وذلك بالتنسيق مع المجتمع الدولي الذي من شأنه ضمان استمرار إمداد العالم بالطاقة، وفقاً للمعايير والاحتياطات الأمنية كونها مصلحة مشتركة. وطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه هذا القرار. وتوقع عدم انخفاض أسعار النفط في المرحلة القادمة، لافتاً إلى أن قرار استئناف نقل الشحنات يدل على وجهة نظر متطابقة من المجتمع الدولي تجاه ما تتخذه المملكة وحلفاؤها من خطوات وإجراءات. من جهت،ه أوضح المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي محمد سرور الصبان ل «عكاظ» أن إيقاف المملكة شحنات النفط قبل أن تتأكد من تأمين سلام ناقلاتها قد بعث برسائل عدة؛ منها سلامة الملاحة الدولية، خصوصاً مسارات ناقلات النفط، وهي مسؤولية دولية وليست فقط مسؤولية الدولة المنتجة والمصدرة للنفط، وأن على المجتمع الدولي أن يحاسب إيران وعملاءها الحوثيين، وأنه لا تهاون في هذا الأمر، وأن ضرب أية ناقلات في الفترة القادمة سيقابل بحزم شديد ليس فقط من الولاياتالمتحدةالأمريكية ولكن من جميع المستهلكين والمنتجين للنفط بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، والصين، والهند وغيرها من الدول. وأفاد أن تعامل المملكة بهذه الطريقة يدلل على تحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه استقرار أسواق النفط، وأنها اتخذت بعض الإجراءات من خلال التحالف لضمان سلامة مرور شحنات نفطها وهو ما نفذ حتى الآن. وأضاف بقوله: «هذا لا يعني عدم تكرار إيران لذلك، ووقتها فعلى جميع الدول المتضررة والمحتمل تضررها نتيجة هذه التصرفات الإيرانية غير المسؤولة أن تقف بحزم لتردع إيران وحلفاءها، كما أن العودة السريعة لشحن النفط عبر مضيق باب المندب يبرهن أن المملكة مصدر آمن للنفط وموثوق ويعتمد عليه».