لم تكن ساعات الصباح الأولى من 10/10/1439 يوماً عابراً في تاريخ السعوديات، إذ انطلق عدد منهن بسياراتهن للمرة الأولى بعد دخول قرار السماح بقيادة السيارة حيز التنفيذ بعد ال12 من صباح أمس (الأحد)، في مشهد سيبقى راسخاً في أذهان السعوديات. وبما أن قيادة السيارة أضحت خياراً متاحاً للمرأة في المملكة، يحضر الخيار الجديد للمرأة ك«ضرورة» في أوساط واسعة من النساء السعوديات، إذ يكلف السائق الخاص ميزانية شهرية تثقل كاهل العائلة، فيما كان من الصعب على أخريات توفير سائق خاص، ليذهب جزء كبير من رواتبهن على وسائل النقل والأجرة العامة، إذ أكدت سعوديات يعملن في القطاع الخاص أن قيادتهن السيارة ضرورة تحتمها وظائفهن وظروف حياتهن. وبدت مظاهر الفرح على سريان القرار المنتظر، الذي أعلن بأمر سام في سبتمبر من العام الماضي، في الطرقات، على محيا السعوديات اللواتي انطلقن بسياراتهن، وحضرت وجهة المشوار الأول في أحاديث السعوديات، إذ أشارت سحر معتوق إلى كورنيش جدة كأول وجهة تقصدها بسيارتها التي قادتها أمس، موضحة ل«عكاظ» أنها تعمدت الذهاب وحدها، واحتساء كوب من القهوة. ووصفت لحظات قيادتها السيارة ب«التاريخية»، وأن الحدث يستحق أن تحتفل به مع ذاتها وعلى طريقتها الخاصة، مضيفة: «خصوصاً أنني أتقن القيادة منذ صغري، ولكن لم تكن القوانين تسمح لي بممارستها، أما الآن فقد مهدت الدولة كل السبل لقيادة المرأة فلماذا الانتظار؟». وأكدت نوف ل«عكاظ» أنها اختارت حي منزلها ليكون بمثابة تجربة قيادة سيارتها بجانب شقيقتها. ولم تخف أن رؤية السعوديات يقدن سياراتهن في ساعات الصباح الأولى «شجعتها كثيراً». ووصفت لطيفة الرشيد ل«عكاظ» إحساس القيادة ب«المختلف»، موضحة أنها قصدت في أول مشوار لها طريق الملك عبدالعزيز، وطريق الأمير سلطان في جدة. وأضافت: «كنت أقود سيارتي برفقة أخواتي وصديقتي. هي ذكريات مختلفة لن تمحى».