كشفت الحلقات الأولى من مسلسل «العاصوف» عددا من القصص والأحداث، التي عاشها السعوديون في السبعينات الميلادية، وتطرق للأغاني الشعبية التي استمعتوا بها آنذاك، ولم يغفل رسم تلك الملامح البسيطة على وجوه الأهالي، وروح الأخوة والروابط المتينة التي جمعت بينهم. وصوَّر المسلسل في حلقاته الأولى حياة أهل الحي قديماً، وكيف كانوا يتسامرون على الأسطح، باعتبارها المتنفس الوحيد لهم في تلك الفترة. فيما جسد مؤلفه الراحل الدكتور عبدالرحمن الوابلي أهم المنعطفات التي عاشها الأهل والأجداد في ذاك الزمن، كالسينما، التي حظيت باهتمام كبير منهم، حيث كان الشباب يتهافتون على حضور الأفلام السينمائية، في سينما البيوت والأحواش التي انتشرت آنذاك. كما كشف «العاصوف» نوعية الأفلام التي كانت تعرض في تلك الحقبة، وأظهر المسلسل سيطرة السينما المصرية على مواقع العرض، وتفضيل الشباب نجومها، وحضورهم أهم أفلامهم. أما عن الأحداث التي أثارت جدلا كبيرا بين نشطاء التواصل الاجتماعي، حول المسلسل، فهي قصة بطل العاصوف، ناصر القصبي، الذي يجسد شخصية خالد، وعلاقته بجارته، حيث ظهرت وهي تتغزل به، ما دفعه إلى دخول منزلها برغبة منها. وانقسمت الآراء حول ذلك، إذ قال بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي: إن مثل هذه القصص لا تمثل عادات وتقاليد «أهل نجد»، وتبرز جوانب سلبية لم تكن موجودة. وقد أثار هذا الأمر غضب رواد مواقع التواصل، وعبروا عن غضبهم من قصة الطفل الرضيع الذي تُرك على رصيف مسجد، ما يعطي إيحاء للمشاهد بأن هذه الأمور كانت تحدث بشكل طبيعي في المجتمع في تلك الحقبة. بينما ذهب آخرون إلى أن قصة الطفل «اللقيط» من المشاهد التي لا تزال منتشرة في أغلب مجتمعاتنا العربية حتى يومنا هذا، وهي سلبية فردية لا يمكن أن تسيء بشكل مباشر للمجتمع ككل.