إيمان الدبيان زمن الطيبين كما يحلو للكثير أن يسميه ، ويتأسف على ذكريات وصور جميلة كانت فيه ؛ذلك الزمن الذي عصف بأذهاننا إليه الراحل الدكتور عبدالرحمن الوابلي- رحمه الله – من خلال مسلسل العاصوف ضمن روايته بيوت من تراب ،وبمتابعة، وإشراف، وتمثيل الفنان ناصر القصبي . عمل جُسد فيه بعض جزئيات وأحداث المجتمع السعودي في الفترة من عام 1970 م إلى عام 1975م ؛لينقسم فيه نفس ابناء هذا المجتمع في عام 2018م حول مؤيد ، ومعارض مما جعلني أُمسك قلمي المتواضع ،واسطر رأيي البسيط حول ماشاهدته من حلقات لم تكتمل بعد، ولم نصل لآخرها ليس من أجل التأييد ،ولا من أجل الرفض ،ولكن للحديث بشفافية يكرهها بعض أفراد مجتمعنا عما شاهدناه في الحلقات من، أحداث و ،سأعلق على بعض نقاط الرافضين لهذا العمل منذ أول مشهد دار حول اللقيط عند باب المسجد ، وتبريرهم بأن مجتمعنا ليس منحطاً، وليس قذراً ،و … ،و….. ،نعم مجتمعنا ليس منحطاً ،وليس قذراً ؛ولكنه أيضا ليس مجتمعاً ملائكياً ،فقد سمعنا مثل هذه القصة من الذين عاصروا تلك الفترة ،وسمعنا ماهو أسوأ منها ،وما زلنا نسمع ،ونرى ،ونقرا عن مثل ذلك إلى اليوم ، أيضا الذين يسخرون ،ويرفضون التطرق لقصص الحب بين ابناء ،وبنات العائلة فهذا الحب موجود في ذلك الزمن، ومازال، فالحب فطرة ،وحياة ،وحدث في أغلب العائلات ،وأكاد أجزم أن أغلب الرافضين قد عاشوا ،او سمعوا، أو عاصروا مثلها ، أما من يرفض العلاقة المحرمة بين زوجة الجار وأحد الابناء فهذه أيضا موجودة وإن كانت الحمد لله قليلة فكل مجتمع في كل زمن فيه الصالح والطالح . عندما يتحدث الإعلام بشفافية بأي صورة من صوره عن أي حدث، أو قصة في المجتمع لا يعني هذا أنه يشجع عليها ، أو يقبلها ، ثم أن المتهجمين على هذا العمل تركوا من وجهة نظري نقاط مهمة مثل: (الاخونجية) وتأثيرهم على التعليم ،وعلى ابناءنا مما نشأ عنه (جهيمان) وجماعته ودعاة الجهاد في افغانستان الذين شتتوا ،وضيعوا ابناءنا ،وهم يتربعون على عرش المادة، واولادهم حولهم ،ولم نسمع بذهاب أحد افراد عائلتهم إلى هناك . المعارضون لهذا العمل تركوا بعض الجوانب الرائعة التي تناولها العمل عن مجتمعنا ،وعوائلنا في تلك الفترة كاجتماع الأسرة جميعا بلا استثناء ،وتبادل الأحاديث ،والضحك والتسامر مع بعضهم ، تركوا أجمل صور البر بالأم ،وكيف يحترمها اولادها ويستجيبون لها، صور مجتمعية جميلة نفتقد معظمها اليوم. مجتمعي العزيز الغالي على قلبي مجتمعي الذي أنا جزء منه وهو جزء مني فهو أبي، وامي ،واهلي، وقبيلتي، ووطني، وأنا ابنته ليس خطأ أن نتحدث بمصداقية عن واقعنا ؛ولكن الخطأ ألا نواجه أنفسنا بأخطاءنا لنتجاوزها فإن كنتم تخشون على جيل اليوم من قصصنا في الأمس فهم تشبعوا بمسلسلات ،و افلام ،وروايات خليجية ،وعربية ،وعالمية شوهت صور كل جميل وصادق ، واجهوا واقعكم بأنفسكم أفضل من أن يواجهكم به غيركم .