في مقال مضى بعنوان «قيادة الأمانات» كنت قد جزمت بأن بعض المنظمات ليس من الضروري أن تكون إدارتها تكنوقراطية فنية بحتة، بل هي بحاجة إلى قائد مبدع في التخطيط، ولديه روح الابتكار في الرقابة والمتابعة والتكتيك في إدارة التوزيع وإدارة الوقت، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نعطي مفهوماً شاملاً ودقيقاً لإدارة المشاريع في المنظمات الحكومية والخاصة، على أنها «مهمة لتحقيق وإنجاز أهداف معينة خلال مدة محددة وبجودة فائقة وتكلفة مقننة وشريك محترف»، لأن إدارة المشاريع هي أحد العناصر الرئيسية التي يستخدمها القائد الفذ بالمنظمة، وذلك لضمان إتمام وتسليم المشروع بأعلى المواصفات، وفي الوقت المحدد وبأقل الخسائر الممكنة، لأنه مسؤول بشكل مباشر عن إدارة نشاط المشروع وإدارة وقته وإدارة التكاليف والجودة، وإدارة الموارد البشرية به وإدارة الاتصال في المشروع بأكمله وإدارة المخاطر به ويقع على عاتقه أيضا بحزم وصرامة بداية المشروع ونهايته. وعلى القائد الديناميكي أن يعرف أن كل مشروع يمر بمراحل وقواعد أساسية وهي «مرحلة البدء - ومرحلة التخطيط - والتنفيذ - والرقابة - والإنهاء»، وهنالك عوامل فولاذية لنجاح المشروع يتسلح بها القائد الأمين وتتكون من العوامل التالية: التخطيط الإستراتيجي السليم، المعرفة والوعي بطبيعة المشروع، الاستعانة بإدارة وكفاءات فعالة للمشروع، اختيار الشريك الماهر لتنفيذ المشروع، اتخاذ القرارات السليمة وفي الوقت المناسب، مهارة التعامل مع إدارة المخاطر بشكل مناسب، وضع خطط بديلة وسرعة ومهارة التعامل معها. ولا يجب أن ينسى القائد عوامل القياس للمشاريع المتفق عليها التي تتضح من المدة المتبقية للمشروع وعدد الوحدات المنتجة والنسب النهائية لإنجاز المشروع عن طريق الوقت الذي يديره للمشروع. ومضة: كل مشروع ينتهي في وقته وراؤه قائد مبدع. [email protected]