عرفت الأيديولوجية بأنها علم الخطابة وعلم الأفكار، ووصفت بأنها مفهوم حديث لتنسيق الأفكار المتطورة والاتجاهات التي تؤثر على الأنماط السلوكية، وهي تساعد على تفسير النمط السلوكي الفعلي الواقعي وتعمل على توجيهه لخلق مبررات الأفعال التي يؤديها بشكل ديناميكي وواقعي للتأثير على الآخرين، وذلك رغبة في عملية التغيير والتطوير. وهي لا تقف عند هذا التطور لدى القائد ذي الأفكار المبتكرة والمبدعة في السلوك الشخصي بل تتعدى ذلك لتطوير الأفراد والمنظمات التي يقودها ذلك القائد الأيديولوجي الفعال على المستوى المحلي والدولي، أي أن الأيديولوجية هي قيم وأفكار مبدعة ومتطورة للمعرفة والإدراك ترتبط ببعضها وتنشأ صلات بينها وبين القوى الاجتماعية والاقتصادية. ومن هنا وجب علينا إيضاح بعض من مستويات الأيديولوجية المتطورة وأنماطها التي يجب أن يمتلكها ذلك القائد المتطور صاحب الأفكار المبدعة والأيديولوجية المؤثرة إيجابا. فمن مستويات تلك الأيديولوجية (المستوى التقويمي) وهي حدود عليا ودنيا من الافتراضات للأحكام التي يضعها القائد للتأكد من أن جميع تلك الأفكار والتطورات آتت ثمارها بما يحقق أهداف المنظمة التي يقودها وأنها متماشية مع الأهداف العامة للدولة. وأيضا (المستوى الدينامي الواقعي) الذي يكشف نتائج الأيديولوجية التي تبناها ذلك القائد وهل هي متطابقة مع الرؤية العامة والواقع المحلي والدولي وهل من الممكن تحويلها إلى منظمات أخرى والاستفادة منها بشكل ديناميكي وواقعي. وأما عن الأنماط الأيديولوجية فلا بد أن نعرف أن هناك أنماطا خاصة وأنماطا كلية، فالخاصة منها تتعلق بمفهوم القائد للفكر الأيديولوجي الذي تبناه وأبدع في تطويره ودافع عن مصالحه لها وبرر عن أفعالها ونتائجها، والأنماط الكلية تتعلق بالتفكير السائد لدى المجتمع في ذلك الوقت وهل يستطيع ذلك القائد تغيير وتطوير سلوك وأفكار حقبة المجتمع بأيديولوجية مبتكرة ومبدعة وتطوير المنظمات والأفراد ليصبحوا أشخاصا مؤثرين وفاعلين بمجتمعاتهم. (ومضة) أصحاب المعالي الكرام هل سنرى أيديولوجية متطورة وفاعلة ومؤثرة إنجازا وليس تنظيرا لمستقبل شعبنا ووطننا. [email protected]