يتفوق القائد المبدع على القائد الناجح، ذلك أن الأخير يهتم بتنفيذ أهداف المنظمة فيؤدي واجباته ويحقق المطلوب منه، بيد أن القائد المبدع إضافة إلى عمله والأهداف والواجبات والسرعة في أدائها فهو الذي يهتم بتطوير المؤسسة، فيبتكر لها أهدافا جديدة ويطور من وسائلها وأساليبها وتكون له رؤية وتفكير متسم بالتخطيط والتكتيك والمرونة فلا يتعامل مع الأساليب التقليدية وإنما يبتكر أساليب وإستراتيجيات غير مسبوقة. وإذا كانت المنظمة أو المؤسسة تسير بانتظام وتحقق أهدافها فإن عالم اليوم يتسم بالتحدي فيرمي بمشكلات لم تطرأ على البال، كما أن المنافسة في هذا العالم تجعل من القيادة اختيار الأشخاص المبدعين في حل هذه المشكلات بأساليب حديثة مبتكرة تتماشى مع إيقاعات هذا العصر ضمن الإمكانات البشرية والمادية المتاحة حاليا وفي أقل وقت ممكن، ولذلك وفي ضوء هذا الإدراك فإنه يتطلب إيجاد قيادات مبدعة تكتشف رؤية وأفكارا جديدة وأنماطا غير مسبوقة من الأداء والإنتاج، ومن هنا وجب علينا التطرق لنقطتين هما «ماهو الإبداع» و«طريقة التفكير الإبداعي». الإبداع هو تأسيس شيء جديد من عناصر موجودة سابقا وإيجاد شيء غير مسبوق، وهو مزج من القدرات والاستعمالات والخصائص الشخصية التي إذا ما وجدت في بيئة مناسبة يمكن أن ترقى بالعمليات العقلية لتؤدي إلى نتائج جديدة على مستوى الاختراعات الإبداعية في ميادين الحياة الإنسانية، فالإبداع يعني الإيجاد والابتكار وحتى على المستوى السيكولوجي يعني الاكتشاف، ويمكن أن نستعير أفكارا من الآخرين ولكننا نوظفها بأفكار جديدة في صيغة إبداعية جديدة تتناسب مع معطياتنا الواقعية. أما التفكير الإبداعي فهنالك طرق متنوعة يمكن للقائد الإداري أن ينمي تفكيره الإبداعي بها ومن أهمها على سبيل المثال وليس الحصر: «التقصي والاكتشاف» وتعتبر من أكثر الطرق فاعلية في تنمية التفكير الإبداعي وذلك لأنها تتيح الفرصة لممارسة مهارات التقصي والاكتشاف بأنفسهم، وتؤكد ثقة ذلك القائد بنفسه وشعوره بالإنجاز وتوصله لنتائج وفرضيات وملاحظات يستطيع من خلالها أن يقيس ويتنبأ ويستنتج ويصمم ويبتكر أمورا لم يرها أحد من قبل، بنفس الرؤية التي توصل لها. وكذلك «طريقة حفز الدماغ» وينظر لهذه الطريقة على أنها نوع من التفكير الجماعي تهدف إلى تعدد الأفكار وتنوعها وتقبلها ومن ثم تنقيحها وترتيبها ودمجها لابتكار وإبداع فكر جديد، وطريقة «تركيب العلاقات» وهي طريقة تعمل على وضع علاقات متغايرة فكريا وإداريا ليس بينها صلة قوية وتركيبها إداريا وفكريا ورؤية ماذا سوف تكون النتيجة المبتكرة الجديدة وهو أسلوب توليد الأفكار الإبداعية. (ومضة) لا تتمسك بأشخاص تقليديين في الإدارة يزفون إليك الراحة ظاهريا، لكنهم يفتقرون للابتكار والإبداع. [email protected]