أكد وزير الخارجية عادل الجبير، عمق وإستراتيجية العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنه تجمعهما مصالح مشتركة في مسارات عدة، سواءً الأمنية أو العسكرية أو التجارية أو الاجتماعية أو التعليمية. وبيّن في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو، عقده أمس (الأحد) في الرياض، أن الاجتماعات مع الوزير الأمريكي في إطار زيارته لمنطقة الشرق الأوسط، كانت إيجابية وبناءة ومثمرة، وتم التطرق للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتكثيفها في مختلف المجالات، وتم استعراض التحديات في المنطقة، سواءً في لبنان وسورية والعراق أو تدخلات إيران السلبية في المنطقة، إضافة إلى الوضع في اليمن، ودعم الدول الخمس في الساحل الأفريقي وطرق التعامل مع الأزمة في ليبيا، مشيراً إلى تطابق الرؤى بين الجانبين والرغبة في تكثيف العمل بجهود مشتركة للتعامل مع هذه الأمور. وفي ما يتعلق بإيران قال وزير الخارجية: ذكرنا في الماضي أن المملكة تؤيد سياسة الرئيس دونالد ترمب، وتؤيد جهود تحسين الاتفاق النووي الإيراني، ونعتقد أنه يجب أن يكون فيها حد لكمية تخصيب اليورانيوم، ويجب أن تُلغى وتكون بشكل أبدي، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك تكثيف في موضوع التفتيش على المنشآت الإيرانية. وأضاف يقول: نعتقد أن المشكلة الإيرانية يجب أن يتعامل معها عن طريق فرض مزيد من العقوبات على إيران لانتهاكها للقرارات الدولية المتعلقة بالصواريخ الباليستية، وعقوبات عليها لدعمها للإرهاب ولتدخلاتها في شؤون المنطقة، مشيرا إلى أن المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية بينهما تطابق في وجهات النظر في كل الموضوعات الأخرى. وقال «ونحن نتطلع أن نعمل مع الوزير بومبيو في المستقبل في ما يهم مصالح البلدين الصديقين». المملكة شريك مهم من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أن المملكة شريك مهم وصديق قديم والشراكة الثنائية تنمو بما يخدم المصالح المشتركة. وأعرب عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على كرم الضيافة، وقال: سنحت لي الفرصة العمل عن كثب مع القادة في المملكة على مدى سنوات، وأتطلع إلى العمل البنّاء بصفتي وزيرا للخارجية. وأشار بومبيو، إلى نتائج الزيارة التي قام بها ولي العهد الشهر الماضي للولايات المتحدةالأمريكية، وما شهدته من ترحيب من الرئيس دونالد ترمب، ولقاء الأمير محمد بن سلمان بالعديد من قادة الحكومة. وأكد الوزير الأمريكي أنه خلال زيارته للرياض في محطته الأولى للمنطقة ولقائه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، جرى مناقشة الموضوعات المتعلقة بإيران وسورية واليمن، إضافة إلى العلاقات مع دول الخليج. وقال: إن أمن المملكة العربية السعودية أولوية لنا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسنستمر في العمل عن كثب مع شركائنا السعوديين لمحاربة الأخطار التى تهدد أمنهم، وهذا طبعا يبدأ بإيران، إذ إنها تعمل على زعزعة استقرار المنطقة وتدعم الميليشيات التى تعمل بالوكالة والمجموعات الإرهابية وتسلح المتمردين الحوثيين في اليمن وتقوم بأعمال القرصنة السيبرانية وتدعم نظام الأسد المجرم. وأضاف: بخلاف الإدارة السابقة لن نغفل على النطاق الواسع لأنشطة إيران الإرهابية، فهي أيضا أكبر راع للإرهاب في العالم، ونحن عازمون على عدم امتلاكها أبدا للسلاح النووي، وأن الاتفاق النووي معها في شكله الحالي لا يعزز هذا الضمان، فسنستمر في العمل مع شركائنا الأوروبيين لتصحيح هذا الاتفاق، وإذا لم نتمكن من ذلك، كما صرح الرئيس ترمب فسيخرج من هذا الاتفاق. وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أن الاتفاق النووي أخفق في تحقيق الاعتدال، وأن النظام الإيراني يتصرف بصورة أسوأ منذ التوقيع على هذا الاتفاق، إذ أصبح يدعم المتمردين الحوثيين في اليمن عن طريق تزويدهم بالمعدات العسكرية وعن طريق تمويلهم وتدريبهم، عادا ذلك انتهاكا لالتزامات إيران أمام مجلس الأمن، مشيرا في هذا الشأن إلى استهداف الحوثيين للمملكة بالصواريخ، واستهداف حركة الشحن في البحر الأحمر، مؤكدا أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء المعاناة والنزاع في اليمن. وأوضح أنه تم الاتفاق على دعم جهود المبعوث الأممي الجديد والدفع باتجاه حل سياسي دائم لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن ومعالجة الوضع الأمني المتردي هناك، لافتا إلى أن «القاعدة» و«داعش» استغلتا هذا الفراغ السياسي والأمني الطويل الذي خلفه هذا الصراع. وقال: «إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية كانت تاريخية، إذ حضر افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال»، مبيناً أنه على الدول ذات الأغلبية المسلمة أن تترأس جهود مكافحة التطرف والعنف». وأكد استعداد بلاده للوقوف مع المملكة في سعيها لتحقيق المصالح المشتركة والأمن بين البلدين. وأشار إلى أن رؤية المملكة 2030 وأجندة الإصلاح مبادرات ملهمة تشجع على التسامح والتنمية الاقتصادية وتمكين النساء، مؤكداً دعم الولاياتالمتحدة لهذا العمل المهم لتعزيز المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة. كما أكد أن وحدة الخليج ضرورية لضمان الأمن الإقليمي، معرباً عن سعادته باللقاء الذي جمعه أمس بخادم الحرمين الشريفين.