مع ظهور الفئران اللافت في جنبات بعض أحياء مدينة جدة، تطفو على السطح مخاوف جادة يبديها السكان، فمن أشهر قصص الذعر التي عاشتها دول العالم، كانت تلك التي حدثت في الهند عام 1994م عندما انتشر مرض الطاعون الدبلي والرئوي هناك، ما تسبب في إعلان حالة الطوارئ ومنعت حركة الطيران إلى الدول الأخرى، تفاديا لانتقال المرض إليها. ويقول استشاري الباطنة الدكتور عصام سيد ل«عكاظ» إن الطاعون هو حمى معدية تسببها جراثيم من عصيات يرسينيابستيس، وينتقل إلى الإنسان عن طريق البراغيث التي تحملها القوارض كالجرذان، أو بسبب الاحتكاك بإنسان مصاب بالمرض، وما إن تدخل الجرثومة مجرى الدم تنتقل بسرعة إلى الكبد والطحال والكلى والرئتين والدماغ؛ إذ تستقر في أي من هذه الأعضاء وتسبب عفونة كبيرة بعد 3 أو 4 أيام من فترة الحضانة، ويصاب المريض بالحمى والتوعك والوهن والصداع والارتعاش، ثم تظهر أورام في العقد اللمفية في حال الإصابة بالطاعون الدبّلي، أما الطاعون الرئوي فيتميز بالتهاب رئوي مدمر يبدأ بالتفشي في شكل مفاجئ وعنيف ويتفجر بظهور أعراض عصبية كالأرق والذهول أو الغيبوبة والوهن الشديد والهذيان وفقدان الذاكرة، لذا يجب علاج المريض بالمضادات الحيوية اللازمة لمنع وفاته. ويشير سيد إلى أن علاج الطاعون الدبّلي والرئوي سهل جدا إذا اكتشفت الإصابة في وقت مبكر وأعطي المريض جرعات منتظمة من المضادات الحيوية الفعالة ضد هذا الوباء، بجانب اتباع الإجراءات الصحية الكفيلة بالقضاء على البراغيث والقوارض التي تحملها، وعزل المرضى والاهتمام بتطبيق القواعد الصحية الصارمة أثناء التعامل مع المواد العفنة، مؤكدا أن مكافحة كل أشكال التلوث التي تسهم في جذب القوارض والفئران والجرذان تقي من انتشار أي مرض يهدد صحة الإنسان وسلامة بيئته، فلابد أن تكثف الأمانة جهودها في مكافحة القوارض.