زعم الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الولاياتالمتحدة لم تفلح في تقويض الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى. واعتبر في كلمة متلفزة أمس (الأحد)، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أخفق، رغم محاولاته المتكررة في تقويض الاتفاق، الذي ادعى أنه انتصار طويل الأمد لإيران. وبحسب مراقبين، يبدو من خطاب روحاني المهزوز بفعل الاحتجاجات العارمة التي طالبت برحيله ومعه مرشده الديكتاتور علي خامنئي، ونظام ولاية الفقيه برمته واتهمته بالفشل الذريع داخليا وخارجيا، أن تهديدات ترمب (الجمعة)، قد حققت هدفها المطلوب على المدى القصير إذ إنها أزعجت ملالي طهران ودفعتهم إلى التخبط والارتباك في طريقة التعاطي مع الموقف الأمريكي الجديد، الذي وضع «الاتفاق النووي» في مهب الريح، بحسب تعبير أحد المهتمين بالشأن الإيراني. وقد منح ترمب الاتفاق النووي آخر تأجيل، لكنه طالب حلفاءه الأوروبيين والكونغرس بالعمل معه من أجل إصلاح ما وصفه ب«عيوب مروعة» في الاتفاق، وإلا فإن بلاده ستنسحب منه. ويشكل إعلان الرئيس الأمريكي بتعليق العقوبات النووية على إيران، بوصفها «فرصة أخيرة» لن يكررها، ضغوطا كبيرة على نظام الملالي وعلى الأوروبيين أيضا، الداعمين الرئيسيين وأطراف الاتفاق الدولي الموقع في 2015، لإرضاء ترمب الذي وصف الاتفاق بأنه «الأسوأ على الإطلاق». وأبقت تحذيرات وتهديدات ترمب هذه المرة الباب مفتوحا أمام كافة السيناريوهات. من جهة أخرى، أعلنت الوكالة الإيرانية للأنباء (السبت) رفع القيود عن تطبيق تلغرام للتراسل الذي حجبه النظام في مواجهة الاحتجاجات التي عمت إيران، ووصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ عام 2009. وشهدت المظاهرات التي انطلقت في 28 ديسمبر وامتدت أكثر من أسبوعين مقتل 23 شخصاً حسب إحصاءات رسمية، ونحو 50 وفق مصادر المعارضة الإيرانية، واعتقال 1000 محتج. ومع بدء انحسار الاحتجاجات رفعت الحكومة الأسبوع الماضي القيود المفروضة على انستغرام أحد مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمت لحشد المحتجين. ويفرض النظام الإيراني قيودا على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا يزال موقعا فيسبوك وتويتر محجوبين، في حين يغرد رئيسه روحاني وعدد من وزرائه بأريحية على «تويتر» !