واصل الشعب الإيراني انتفاضته في عدد من المدن الإيرانية، الجمعة، تنديداً بالأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعاني منها الشعب. وتضامناً مع انتفاضة أهالي مشهد ومظاهرات «لا للغلاء» هرع المحتجون في المدن الأخرى إلى الشوارع منذ صباح الجمعة، رافعين شعارات «الموت للديكتاتور.. الموت لروحاني»، «لا تخافوا نحن جميعاً معاً»، «إما الموت أو الحرية»، وقد شارك الآلاف في هذه الاحتجاجات. وهتفوا في وجه القوات القمعية بشعارات «الشعب يتسوّل، والسيد (خامنئي) يتألّه»، «لا غزة ولا لبنان أفدي حياتي من أجل إيران»، و»خبز، عمل، حرية» و»لا للغلاء». وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين يهتفون قائلين: «اتركوا سورية، فكروا فينا». المملكة أفشلت مخططات الملالي التوسعية ورداً على هذه الاحتجاجات، دعا ممثل علي خامنئي في مشهد قوات الأمن إلى قمع التظاهرات المنددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعاني منها الشعب. ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن المسؤول القضائي أحمد علم الهدى أن وكالات الأمن إذا تركت المتظاهرين وشأنهم فإن الأعداء سينشرون تسجيلات وصوراً في إعلامهم ويقولون: إن النظام فقد قاعدته في مشهد. وحيّت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي المنتفضين، ودعت عموم الإيرانيين لاسيما الشباب إلى الالتحاق بالانتفاضة التي تعكس مطلب عموم الشعب لإسقاط نظام الملالي. وقال رئيس حزب سربستي كردستان في إيران عارف باوه جاني ل» الرياض»: إنه لو لم تقف المملكة في وجه إيران ونظام ولاية الفقيه لكان هذا النظام احتل الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط. وأضاف أن المظاهرات جاءت نتيجة الجوع والفقر والبطالة التي يعاني منها الشعب الإيراني، وكانت هذه الأمور موجودة لدى الشعوب غير الفارسية في مناطق الأكراد والأحواز والبلوش منذ تأسيس نظام ولاية الفقيه، أما الوقت الحالي وصلت لمدن السلطة الفارسية. وأكد عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار أن خوف النظام من الانتفاضة دفعه لتعميم رسالة نصية عبر الهواتف إلى جميع المنتسبين لقوات الأمن الداخلية، تبلغهم ب»حالة التأهب القصوى» (الحمراء)، والحضور بزيهم العسكري إلى مراكزهم حالاً، مضيفاً أن القوات اعتقلت في تظاهرة الخميس في مشهد ما لا يقل عن 100 شخص. بدوره، أشار الباحث في الشؤون الإيرانية فيصل الشمري إلى أن المواطن الإيراني انفجر نتيجة تراكمات بسبب وعود روحاني مروراً بسرقة أموال الشعب من قبل عدة مؤسسات مالية وبنوك أعلنت إفلاسها قبل عدة أشهر، وكذلك ارتفاع نسب البطالة والفقر، فما كان للمواطن الإيراني الغاضب إلا أن يخرج عن صمته ويهتف ضد هذا النظام الذي أتى فقط لسرقته وإهانته وقمعه. واستطرد أن حكومة روحاني أقرت قبل أيام روحاني زيادة أسعار الوقود في إيران بنسبة 50 %، ورفع أسعار الخبز 35 %، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 12 مليون إيراني عاطل عن العمل، وأكثر من تسعة ملايين أمي، وأن 75 % من المستشفيات في إيران متهالكة وقديمة، وكذلك انتشار ظاهرة بيع الكلى العلنية وفي إعلانات في الشوارع من أجل الحصول على لقمة العيش التي أصبحت من الصعب الحصول عليها في ظل الأوضاع الداخلية في إيران. وختم حديثه قائلاً: جميع تلك الأحداث أحدثت ضغط مستمر لدى المواطن المغلوب على أمره، وما زادها هو آخر تصريح لرئيس لجنة الخميني الإغاثية التي ذكر قبل عدة أيام بأن نصف الشعب الإيراني أي ما يعادل 40 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر، فإيران الآن تشتعل، وثورة الغضب مستمرة، ولعل الاسم الأصح لها هو «ثورة الجياع».