جمعت بتلات الورد والتغني بجمال الزهور بين قلبي الراحلين أبوبكر سالم وقيثارة الشرق طلال مداح، في علاقة فنية امتدت لأكثر من 3 عقود، توجت بحفلات، وأعمال غنائية مشتركة، وجلسات وسهرات طرب ترنما خلالها بأغان خالدة في تاريخ الفن الخليجي والعربي. الصدفة وحدها جمعتهما في تجسيد للمثل المصري الشعبي «ما محبة إلا من بعد عداوة».. تلك العداوة الفنية التي أذابها التسامح وحب الجمال، إذ يعود الخلاف حين ترنم قيثارة الشرق بعفويته المعهودة ب«يا ورد محلا جمالك»، كتراث يمني بحث عن التميز بالعذوبة الطلالية، فيما لم يكن يعلم أن كاتبها وملحنها أبوأصيل، بل إنها من أوائل أغانيه المسجلة عام 1958 في إذاعة عدن. خصوصا أن الأغنية اشتهرت آنذاك في المجتمع الجداوي، وعرفت بأنها من ألحان المداح، وبعد استقرار «أبو أصيل» بجدة في السبعينات الميلادية، فوجئ بترددها بين عشاق الطرب الأصيل، ليسأل عن اسم المغني، فتأتي الإجابة كشرارة للخلاف الفني. وفي لقاء طلال ب«أبوبكر» في بداية مشوارهما أخبره بأن الأغنية من ألحانه وكلماته، فطلب طلال من «أبوبكر» أن يغنيها أمامه، وبمجرد أن أمسك عوده مدندنا مطلعها، قاطعه مداح وأخبره بحسه الفني أن الأغنية تعود إليه. قائلا: «الأغنية تشبهك وفيها من رائحتك الكثير»، لتكون تلك العبارة هي كلمة سر ذوبان الخلاف. ما أثمر عن تنفيذ أعمال فنية عديدة. ورغم اعتراف طلال بأحقية «أبوبكر» بالأغنية ظل شغوفاً بجمال الورد فغنى بعد عام واحد «وردك يا زارع الورد»، كلمات الشاعر عبدالكريم خزام، وقال المشرف على أعمال الراحل طلال خالد أبومنذر، العلاقة بينهما تميزت بالمحبة، وذكر أن «أبوبكر» تحامل على نفسه ومرضه حين علم بوفاة المداح، وحضر باكيا وفيا متكئا على كتف ابنه أحمد ليقدم التعازي.