«تعددت الروايات والألم واحد».. هذا ما ينطبق على مستشفى عرقة الذي بات يبث الحسرة في نفوس كثير من أهالي الرياض، وهم يرونه مهجورا ومحطما منذ 18 عاما، ترتع فيه الحيوانات السائبة، بعد أن أنفقت الدولة 700 مليون ريال لتشييده، وقدم لهم الخدمات الصحية على مدى سبعة أعوام، بدءا من 1993 إلى أن أغلق في 2000، دون أسباب واضحة، ورغم تعدد الروايات حول أسباب إغلاقه، إلا أن الألم تسلل إلى أن كثيرا من سكان الرياض، خصوصا سكان حي عرقة، الذين يتساءلون باستمرار عن أسباب ومسوغات تحوله إلى أطلال وموقع خرب، رغم احتوائه على عيادات خارجية وأقسام عمليات وتنويم مرضى وسكن الطاقم الطبي والتمريضي ومرافق ترفيهية. وما يثير الاستغراب ما يتداوله البعض من رغبة الجهات المختصة في هدم مبناه بالكامل وتحويله إلى حديقة عامة، مشددين على أهمية التحقيق في الأمر، ومحاسبة المتسببين في هدر المال العام، بإزالة المرفق الطبي الذي كلف الدولة الكثير. وأوضح ناصر السعيد أن فرحتهم بالانتهاء من تشييد مستشفى عرقة قبل ما يزيد على 30 عاما لم تكتمل، مشيرا إلى أنهم استبشروا وهم يرون المشروع يكتمل ويتحول إلى صرح مكون من ثمانية طوابق ومدينة سكنية للعوائل والأفراد بعرقة على مساحة هائلة وكبيرة بالقرب من وادي حنيفة وتدعيمه بما يحتاج من أثاث مكتبي وطبي ومعدات حديثة في ذلك الوقت. وذكر أن المستشفى بدأ يقدم خدماته للأهالي منذ 1993 واستمر لسبع سنوات، حتى تهاوى وسقط، إذ لم يطرأ عليه أي تغيير أو تطوير، مشيرا إلى أنه في حال استمرت الحياة فيه، فإنه سيخدم سكان الرياض، ويخفف الضغط على المستشفيات الأخرى. وقال: «أخلي المستشفى وأصبح ملاذا ومرتعا للعابثين طوال تلك السنين، واقتحمه المراهقون واعتدوا على مكوناته وأحرقوه، وأصبح المبنى بكامله مرتعا للكلاب الضالة وأكوام القمامة»، لافتا إلى أن لسان حاله بات يردد «طبيب يداوي الناس وهو عليل». وطالب عدد من سكان حي عرقة إعادة تأهيل المستشفى وافتتاحه، ليخدمهم والأحياء المحيطة بهم، لافتين إلى أنهم عاشوا بناء هذا الصرح الطبي حتى اكتمل، مستدركين بالقول: «لكن للأسف فرحتنا لم تكتمل ووئدت في مكانها، ونحن نرى المستشفى يتحول إلى أطلال بعد أن طاله الخراب والعبث». وتحسر خالد الأحمدي على الأموال الضخمة التي أنفقت لتشييد مشروع لم يستمر سوى سبعة أعوام ومن ثم سقط، مشددا على أهمية إعادة تأهيله ورفده بالأجهزة والكوادر ليعود ليخدمهم في الرياض. وأفاد بأنهم سمعوا أنباء متداولة وبكثرة حول هدم المبنى وتحويله إلى حديقة عامة وذلك مالا نتمناه، راجيا من الجهات المختصة التدخل وإعادة تشغيل المستشفى ليعود بالنفع على سكان الحي والأحياء الأخرى القريبة منه. وتساءل الأحمدى عن الأسباب التي أدت إلى تعطل المستشفى واعتلاه الخراب، وبات مرتعا للحيوانات السائبة، بعد أن كان يقدم خدماته للمرضى، رافضا فكرة تحويله إلى حديقة، التي لن تخدم الأهالي أكثر من مركز طبي يعالج المرضى.