في حدود عام 1406ه تقريباً ابتدأ العمل في تشييد صرح طبي ضخم يتكون من ثمان طوابق ومدينة سكنية للعوائل والأفراد بعرقة على مساحة هائلة وكبيرة في شمال الحي وعلى قرب من وادي حنيفة ولم تأت عدة سنوات إلا وقد انتهت أعمال بناء المستشفى وتدعيمه بما يحتاج من أثاث مكتبي وطبي ومعدات وكل يوم تشرق شمسه كان أهالي عرقه ينتظرون افتتاحه والابتهاج بهذا الأنجاز التنموي الأول من نوعه في المنطقة وشمال غرب الرياض. وهو بلا شك سوف يخدم مدينة الرياض ويخفف الضغط على مستشفى الملك خالد الجامعي الذي لا يبعد عن مستشفى عرقة إلا بضعة كيلومترات لكن فرحة الأهالي لم تتم وأصبحت الحقيقة أحلاما فلم يشغل المستشفى وظل مهملاً إلا من حراس الأمن الذين يتناوبون حراسته خلال أربع وعشرين ساعة وظل على هذا الحال المؤسف حتى كتابة هذا التقريرالذي كانت لنا وقفات من خلاله مع بعض الاهالي ليحدثونا عن قصة هذا المستشفى. افتتاحه يسد حاجة سكان غرب الرياض ويخفف الضغط على المستشفيات الأخرى المواطن "سليمان البريدي" احد سكان عرقة منذ أكثرمن ثلاثين سنة تمنى افتتاح هذا المستشفى قائلاً: إنني كغيري من سكان عرقة الذين استبشروا بهذا الصرح يتم بناؤه وقد عشنا المبنى الطبي لحظة بعد لحظة حتى تكامل ولم يبقى الا تشغيله من قبل الفريق الطبي والتمريض ولكن المفأجاة المحزنة ان المستشفى لم يفتتح بل شاهدنا سيارات نقل تنقل من مستودعات المستشفى الى احد المستشفيات، واستمر هذا عدة سنوات ولم نر أى بادرة أوبريق أمل في افتتاحه ونأمل من وزارة الصحة المبادرة السريعة إلى تشغيلة واصلاح ما يمكن إصلاحه بعدما أصبح المستشفى شبه خرابة ومأوى للقطط. ويؤكد لنا هذا الأمر المواطن "عبدالعزيز المرشد" وهو من المجاورين للمستشفى بقوله: "كلنا رجاء في افتتاح هذا المستشفى بعدما ناله من العطل والخراب طيلة هذه المدة الماضية وكنت أرى منذ قبل حراسة لهذا المستشفى جيدة وشيئا فشيئا خفت هذه الحراسة واقتصرت على حارس أو حارسين وكانت هناك سيارة أمن خاصة تدور على المبنى خلال الليل والنهار ولم يكن أحد يستطيع أن يدخل المبنى وبهذا سلم من أي تخريب وعندما ضعفت الحراسة بدأ النقص بالمستشفى والعبث بمعداته ومرافقه حتى أصبح خراباً وفي وضع سيء". وعبر"د.صالح الغامدي" عن أن أمله في أن يتحقق ما في نفوس اهالي عرقة وما جاورها من هذه الأحياء كحي الخزامى، مشيراً إلى أن هذا المستشفى سوف يسد حاجات سكان الرياض كحي لبن المكتظ بالسكان وحي العريجاء وبالذات بعد افتتاح الضلع الغربي من الدائري الذي ربط بين هذه الأحياء كلها حتى أصبحت المسافة مختصرة جداً وقريبة في الوصول إلى المستشفى في وقت وجيزحتى أنه سوف يخدم شمالي الرياض كحي النخيل ومحافظة الدرعية وحي حطين والعقيق. وحقيقة حينما يمر الشخص بهذا الصرح الطبي الضخم ويراه مهملاً وآثار العبث واضحة عليه ليحز في نفسه ألماً وحسرة ان تكون هذه الثروة المعمارية الطبية بدون أن يستفيد منه المواطنون أننا نلح أشد الألحاح في تفريج كربة هذا المستشفى والنداء موجه إلى وزير الصحة وبخاصة في هذه الأوقات التي ازدحمت فيها المستشفيات الحكومية بالمراجعين والمنومين وأصبحت مواعيد المرضى تؤقت وتمدد بالأشهرمع ان حالات بعض المرضى لا يمكن أن تؤجل للظرف المرضي الذي يشكوه والألم الذي لا يتحمله. وسوف يغطي المستشفى حاجات المواطنين بمدينة الرياض اذا فتح أبوابه للمراجعين وسيخفف الضغط على المستشفيات الأخرى التي تعاني من كثرة المراجعين. مبنى المستشفى واجهة صحية مشرفة .. ولكن! مرتع العبث والتخريب بعد أن صرف عليه المبالغ العبث طال الأجهزة الحديثة