كشف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في خطاب استقالته أمس (السبت)، أن هناك مؤامرة تحاك لاغتياله، وعزا الحريري استقالته إلى أن لبنان يعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال رفيق الحريري، وقد لمست سرا ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي. وهاجم الحريري بشدة إيران وحليفتها ميليشيات «حزب الله»، متوعدا بقطع يدها. واتهم طهران بأنها زرعت الفتن بين اللبنانيين، وتطاولت على سلطة الدولة، وأنشأت دولة داخل الدولة، وسيطرت على مفاصلها، وأصبح لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين. لكنه شدد على أن لبنان لن يقبل أن يكون منطلقا لتهديد أمن المنطقة. وأكد أن إيران لا تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها في البلاد العربية، في العراق وسورية ولبنانوالبحرين واليمن، ويدفعها لذلك حقد دفين على الأمة العربية، ورغبة جامحة في تدميرها والسيطرة عليها، معربا عن أسفه أنها وجدت من أبنائنا من يضع يده بيدها. وهاجم الحريري «حزب الله»، الذي فرض أمرا واقعا في لبنان بقوة سلاحه بزعم أنه سلاح مقاومة، وهو موجه إلى صدور السوريين واليمنيين واللبنانيين، مؤكدا أن لبنان يعاني من«حزب الله» ليس على صعيد الداخل فحسب، بل على صعيد علاقتنا العربية، وما خلية حزب الله في الكويت إلا دليل على ذلك. وأفاد أن لبنان أصبح محل الإدانات الدولية والعقوبات الاقتصادية بسبب إيران وذراعها «حزب الله»، قائلا: إن إيران وأتباعها خاسرون في تدخلاتهم بشؤون الأمة العربية التي سوف تنهض كما فعلت في السابق، وسوف تقطع الأيادي التي امتدت عليها. وكما ردت عليكم في البحرين واليمن سوف ترد عليكم في كل جزء من أجزاء أمتنا الغالية، وسيرتد الشر على أهله. ولفت الحريري إلى حالة الإحباط والتشرذم التي تسود بلادنا وتغليب المصالح الخاصة على مصلحة الوطن، واستهداف الأمن الإقليمي العربي من لبنان، وتكوين عداوات لا يمكن الرضى بها تحت أي ظرف، وذكر أنه انطلاقا مما أؤمن به من مبادئ ثورة الأرز ولأنني لا أرضى أن أخذل اللبنانيين أو أخالف تلك المبادئ، أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة، مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوى، وعزيمتهم أصلب، وسيكونون قادرين برجالهم ونسائهم على التغلب على الوصاية عليهم من الداخل والخارج. ووعد الحريري في ختام خطابه اللبنانيين بجولات مليئة بالتفاؤل والأمل، وأن يكون لبنان أقوى لا سلطان عليه إلا لشعبه العظيم يحكمه بالقانون وجيش واحد وسلاح واحد. أعلن استقالته وكشف عن مؤامرة لاستهدافه أينما حلّت طهران حلّ الخراب والدمار والفتن حزب الله دولة داخل لبنان بقوة السلاح واحد