أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته اليوم (السبت)، منتقداً إيران و«حزب الله» اللبناني. وقال إن «إيران لا تحل في مكان الا وتزرع فيه الفتن والدمار»، مؤكداً أن «الأيادي ستقطع إذا امتدت إلى الدول العربية بالسوء»، لافتاً إلى وجود مؤامرة تحاك لاستهداف حياته. وقال الحريري، الذي ذهب إلى المملكة العربية السعودية الجمعة الماضي في زيارة ثانية خلال أيام، التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ولمست ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي»، وفق ما نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام». وأضاف «ايران لا تحل في مكان الا وتزرع فيه الفتن والدمار يشهد على ذلك تدخلاتها في البلاد العربية، يدفعها على ذلك حقد دفين على الأمة العربية، وللاسف وجدت من ابنائنا من يضع يده بيدها وهي تسعى لخطف لبنان من محيطه العربي. ايها الشعب اللبناني العظيم استطاع حزب الله فرض امر واقع بقوة سلاحه». وتابع «اريد ان اقول لايران واتباعها انهم خاسرون، وستقطع الايادي التي امتدت الى الدول العربية بالسوء، وسيرتد الشر الى اهله. عاهدتكم أن أسعى لوحدة اللبنانيين وانهاء الانقسام السياسي وترسيخ مبدأ النأي بالنفس، ولقيت في سبيل ذلك اذى وترفعت عن الرد في سبيل الشعب اللبناني». وأكد «هناك حالة احباط وتشرذم وانقسامات وتغليب المصالح الخاصة على العامة، وتكوين عداوات ليس لنا طائل منها. نحن نعيش اجواء شبيهة بالاجواء التي شابت قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وقال الحريري «إني أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية، مع يقيني ان إرادة اللبنانيين أقوى، وعزيمتهم أصلب، وسيكونون قادرين برجالهم ونسائهم على التغلب على الوصاية عليهم من الداخل أو الخارج، وأعدكم بجولة وجولات مليئة بالتفاؤل والأمل بأن يكون لبنان أقوى مستقلاً حراً، لا سلطان عليه إلا لشعبه العظيم، يحكمه القانون ويحميه جيش واحد وسلاح واحد». وختم قوله «أشكر كل من تعاون معي ومنحني الثقة. عاش لبنان سيداً حراً مستقلاً، وعاش الشعب اللبناني العظيم». وصدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان: أن «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس وأعلمه باستقالة حكومته». وأشار إلى أن عون ينتظر عودة الحريري إلى بيروت للاطلاع على «ظروف الاستقالة ليبنى على الشيء مقتضاه». من جهته، أكد وزير العدل سليم جريصاتي عبر «تويتر»، أن «استقالة الحريري ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة في أربعة: التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون». بدوره، كتب الرئيس ميشال سليمان على «تويتر»: «دخلنا في نفق يحتم على جميع السياديين رص الصفوف. لبنان وشعبه يستحقان التضحية». وعبر رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون أنه «على رغم أننا كنا غير متفقين مع الرئيس على بقائه في الحكومة، إلا أن استقالته اليوم قد توصل البلد إلى وضع من الحيرة التي يصعب معها التنبؤ بالنتائج، وهذا أمر غير مريح»، مناشداً المجتمع الدولي «وضع حد للتدخلات الايرانية غير المقبولة في دول المنطقة». ومن الناحية الاقتصادية، قال وزير المال اللبناني على حسن خليل، إن «الاقتصاد والليرة لا يواجهان خطراً بعد استقالة الرئيس». من جهتها، عبرت إيران عن أسفها لاستقالة الحريري. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن «تكرار الاتهامات غير الحقيقية وبلا أساس الصادرة عن الصهاينة والاميركيين ضد ايران، على لسان رئيس الوزراء اللبناني المستقيل يثبت ان هذه الاستقالة سيناريو جديد لإثارة التوتر في لبنان والمنطقة، لكننا نؤمن أن الشعب اللبناني سيتجاوز هذه المرحلة بسهولة». ووصل الحريري إلى سدة رئاسة الحكومة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، بموجب تسوية سياسية أتت بحليف «حزب الله» الأبرز ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية، بعد عامين ونصف من الفراغ في رئاسة الجمهورية. وخاض منذ دخوله معترك السياسة قبل 12 عاماً مواجهات سياسية عدة مع دمشق و«حزب الله»، لكنه اضطر مراراً الى التنازل لهذين الخصمين القويين. وقتل رفيق الحريري في تفجير ضخم استهدف موكبه في بيروت في العام 2015، واتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتياله عناصر من «حزب الله» بالتورط في العملية. ويأتي خطابه، بعدما كتب وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، الذي التقى فيه قبل أيام في الرياض في تغريدة على موقع «تويتر» قبل أيام: «اجتماع مطول ومثمر مع اخي دولة الرئيس سعد الحريري، واتفاق على كثير من الأمور التي تهم الشعب اللبناني الصالح، وبإذن الله القادم افضل».