لم تشهد الأممالمتحدة انهيارا سياسيا في تاريخها مثل فترة أمينها العام الحالي الثائر البرتغالي غوتيريس، منذ تسلم مهماته العام الماضي والمنظمة الأممية تتقهقر إلى أن وصلت إلى الحضيض. الإخفاقات كانت جزءا لا يتجزأ من مسيرة حياة غوتيريس التراكمية الفاشلة، إذ ظهرت ملامح ضعفه مبكرا، ويعكس ذلك تاريخه العملي الأسود إلى أن تقلد إدارة قضايا المنظمة الدولية، ففي الحزب الاشتراكي البرتغالي فشل، وحينما تقلد رئاسة وزراء البرتغال قادها إلى الإفلاس، وفي البنك الحكومي فشل أيضا، عقبها تم طرده من الحكومة بسبب تردده وضعف قراراته التي تسببت في الانهيارات الاقتصادية، وأصبح رائدا في الفشل العالمي. غوتيريس الذي يحمل دكتوراه في الفشل فاجأ الجميع ب«تقرير مضلل» حول أطفال اليمن، يقضي على ما تبقى من أمل في أن تلعب المنظمة دوراً نزيهاً، تتجاوز به إخفاقاتها المتواصلة على اختلاف مبعوثيها في اليمن. وإزاء هذا التسييس المتعمد لتقرير الأممالمتحدة، اختفى تماماً مفهوم «الشرعية»، التي طالما مثلتها المواثيق والقوانين الدولية، فصار من يقاتل لفرض سلطة انقلابية بقوة السلاح، ومن يقاتل في المقابل للدفاع عن الشرعية سواءً بسواء في ميزان غوتيريس الأعوج. أباطيل المدعو غوتيريس، أحالت الجاني إلى ضحية، والقاتل إلى مجنٍ عليه، حتى ساوى بين الشرعية والميليشيات، بحسب ما جاء في التقرير الأممي المسيس، الذي يفتقد إلى أبسط القواعد المهنية، الذي سعى لعرقلة عمل التحالف العربي عن القيام بدوره في حماية الشعب اليمني، هل يوجد أدنى شك في أن منظمة الأممالمتحدة، قد سقطت سقوطاً مدوياً في الاختبار اليمني، أفقدها تماماً دورها كوسيط نزيه لحل الأزمة؟ لقد لعب غوتيريس دورا منحازا في ملف اليمن منذ اندلاع الأزمة، مخالفا بذلك جميع عواصم القرار الدولي ودول العالم كافة التي صفقت طويلا مرحبة بانطلاق التحالف العربي لدعم شرعية اليمن ومواجهة أجندات مشبوهة تسعى لإدخال المنطقة في غياهب الحرب السوداء. غوتيريس وريادة الفشل.. بعد تقرير الإفك الكاذب والمضلل.