أنطونيو غوتيريس.. سكرتير عام الأممالمتحدة.. لم يعد مؤهلا لقيادة منظمة دولية بهذا الحجم، وبات استمراره في هذا المنصب خطرا على الأمن والسلم العالميين. هكذا يبدو المشهد الأممي بعد فشل الأمين الذي لم يعد أمينا، فشلا ذريعا في الالتزام بالمبادئ التي أنشئت لأجلها المنظمة الدولية، التي أضحت رهينة للآخرين الذين يعدون التقارير المضللة والكاذبة. التحالف العربي الذي ظلمه تقرير غوتيريس كان ولايزال أشد حرصا على المدنيين، خصوصا الأطفال واحترام قواعد الاشتباك، إذ إنه كان واضحا منذ اليوم الأول لانطلاق عملية«عاصفة الحزم»، أنه لايستهدف المدنيين والأطفال، بل يستهدف قواعد ميليشيات الحوثي. ورغم أن القاصي والداني يعلم علم اليقين، أن ميليشيا الحوثي استخدمت المدنيين دروعا بشرية، وجندت الأطفال إجباريا للزج بهم على جبهات القتال، فإن الأممالمتحدة لم تتجاهل هذه الحقائق في تقاريرها وحسب، بل ساهمت بشكل بالغ في تعقيد الأوضاع في اليمن، بترددها وتخاذلها وتقاعسها عن تنفيذ قراراتها الصادرة تحت الفصل السابع من ميثاقها.. وها هي تدق بيدها المسمار الأخير في نعشها بتقرير أقل ما يوصف به أنه منحاز ومضلل.. غوتيريس.. الذي عرف عنه تردده قي اتخاذ القرار، فضلا عن ضعف شخصيته وسهولة التأثير عليه، سيأخذ المنظمة إلى منحى خطير، ينعكس ليس فقط على مصالح الدول العربية والإسلامية، بل على الأمن الإقليمي والعالمي، فهو صاحب شخصية هشة لايملك صفات صناع القرار، ما أدى إلى إخفاقه في إدارة الملفات التي أوكلت إليه، ما أضعف هيبة المنظمة الأممية وأصابها بالشلل، فضلا عن سياسة الكيل بمكيالين تجاه قضايا مصيرية وحاسمة، خصوصا أزمة اليمن وتجاهله للقرار الدولي رقم 2216، الذي أدان الميليشيات ورغم ذلك لم يحرك غوتيريس ساكنا لتفعيل هذا القرار ووضع آليات لتنفيذه على أرض الواقع. وهكذا ساهمت المنظمة الأممية بشكل بالغ في تعقيد الأوضاع في اليمن، منذ تحركات الحوثي المبكرة، عبر مبعوثها جمال بنعمر. وحتى الآن.. وقد اتسعت دائرة التنديد الإقليمي بتقرير هذا الغوتيريس، وما تضمنه من ادعاءات وأكاذيب باطلة، ما يعني تخندق المنظمات الخليجية والعربية والإسلامية في خندق واحد مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، وهي رسالة مفادها أن سكرتير عام المنظمة الدولية لم يعد مؤهلا لقيادتها، وأنه يجب إخراج الثائر البرتغالي منها. وهي رسالة نشك أن يفهمها السيد غوتيريس، بعدما صم أذنيه وعصب عينيه عن سماع ورؤية الحقيقة.