أبدى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس (الخميس)، استعداده للتوصل إلى سلام شامل في بلاده ووقف الحرب التي شنها الانقلابيون، مطالباً الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتحمل المسؤوليات والضغط الفاعل على الانقلابيين لتنفيذ القرارات الدولية وتقديم التنازلات الحقيقية حتى يجنب اليمن إراقة مزيد من الدماء والدمار، والعمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين في مناطق سيطرتها. وقال هادي، في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، «أجدد من هذا المكان استعدادنا لوقف الحرب والتوصل إلى سلام شامل، فنحن لسنا دعاة حرب»، مؤكداً بأنه لا يمكن تحقيق السلام ما لم تتوقف إيران عن التدخل في شؤون المنطقة وانتهاج أساليب الفوضى والعنف، داعيا المجتمع الدولي إلى كبح جماح أطماع إيران التوسعية غير المشروعة في المنطقة. كما اتهم الرئيس اليمني إيران بتزويد «ميليشيا الحوثيين» بصواريخ طويلة المدى لتبقى عامل تهديد وقلق للدول المجاورة والعالم أجمع، مشيراً إلى أنه تم سابقا ضبط عدد من السفن الإيرانية المحملة بالسلاح متجهة إلى اليمن، والقبض على مدربين يتبعون للحرس الثوري الإيراني، وآخرين لتنظيم «حزب الله» اللبناني في البلاد. وأعرب عن شكره للقيادة السعودية على دورها الريادي في التخفيف من المأساة الإنسانية عبر ما تقدمه من دعم مستمر يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، وكذا المؤسسات الإنسانية لدول التحالف العربي. ومن جهة ثانية، رحبت الحكومة اليمنية، أمس بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بالتجديد لمبعوثه الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. وقال وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، في تغريدات عبر حسابه في «تويتر»: «إن الحكومة اليمنية دعمت باستمرار جهود ولد الشيخ أحمد، وترحب بقرار التجديد له كمبعوث خاص إلى اليمن». إلى ذلك، لجأت ميليشيا الانقلاب الحوثية إلى الخداع لإظهار نجاح حشدهم في ميدان السبعين وأصدرت توجيهات لعناصرهم بالحضور والانتشار «متباعدين» للايحاء بامتلاء ميدان السبعين في فعاليتهم الاحتفالية بما يسمى ذكرى 21 سبتمر؛ ذكرى الهجوم على الشرعية وتخريب مؤسسات الدولة. وأكدت المصادر أن ميليشيا الانقلاب اشترطت على من يشارك بسيارته في حفل السبعين إحضار مشاركين على متن سيارته، مقابل حصوله على 20 ألف ريال و40 لتر بترول في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني مأساة تعد الأسوأ في العالم ومنعهم رواتب الموظفين لمدة 12 شهرا، كما قامت بضرب المواطنين الذي هتفوا ضدهم وطالبوا بصرف الرواتب وتوفير الغاز واقتادتهم لجهات مجهولة، وبينت تلك المصادر أن الانقلابيين أرغمت الموظفين في العاصمة والمحافظات التي يسيطرون عليها على الحضور لميدان السبعين قسرا. ولجأت الميليشيات الحوثية لدفع مبالغ كبيرة وأغرت قيادات موالية للمخلوع ومشايخ وشخصيات قبلية بدفع مبالغ وصلت إلى عشرة ملايين ريال يمني لحضور فعاليتهم التي أقيمت أمس الأول بذكرى انقلابهم على الشرعية واجتياحهم للعاصمة صنعاء. في سياق متصل، اعترف القيادي الحوثي السابق، علي البخيتي، بمساهمته في انقلاب 21 سبتمبر2014 مع الحوثيين. وقال البخيتي في «تدوينة» على صفحته في فيسبوك، «نعم ساهمت في الانقلاب مع الحوثيين»، إلا أنه قال «كنت أرغب في أن ننقلب على النظام الحاكم لا على الجمهورية والدولة ومؤسساتها». واستبقت ميليشيات الحوثي الاحتفال بالذكرى الثالثة للانقلاب التي يصفها اليمنيون ب«النكبة»، بحملة اعتقالات واسعة في أوساط اليمنيين، وأغلقت جميع منافذ العاصمة اليمنية المحتلة خلال 24 ساعة التي سبقت الاحتفال أمس (الخميس). وأفادت مصادر محلية في صنعاء ل«عكاظ» بأن حملة الاعتقالات استهدفت تجار وأصحاب محلات بيع الغاز على خلفية رفضها دفع مبالغ مالية لتغطية نفقات الاحتفال بذكرى الانقلاب على الحكومة الشرعية في ميدان السبعين، وأضافت أن صنعاء تعيش حالة طوارئ غير معلنة، إذ ينتشر مدنيون مدججون بالأسلحة في الأسواق وأمام المحلات التجارية الكبيرة، ويبتزون ويعتدون على المواطنين. في السياق نفسه، تمردت بعض قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام على المخلوع صالح، ورفضت توجيهاته بعدم المشاركة في احتفال الحوثيين، إذ ظهر رئيس حكومة الانقلاب عبدالعزيز بن حبتور الموالي للمخلوع بجوار قيادات حوثية خلال الاحتفال في ميدان السبعين أمس. وأرجع مراقبون يمنيون اختيار المتمردين الحوثيين ميدان السبعين هذه السنة ولأول مرة للاحتفال بذكرى «النكبة»، إلى تعمدهم إذلال المخلوع الذي احتفل بتأسيس حزبه في الميدان نفسه قبل أيام، ولافتوا إلى أن الحوثيين كرسوا من خلال شعاراتهم وفعالياتهم للطائفية في مواجهة الانتماء للدولة اليمنية.