تشهد العاصمة اليمنية صنعاء اليوم حشوداً كبيرة لأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، للمشاركة في المهرجان الذي دعا إليه للاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزبه «المؤتمر الشعبي العام». ويأتي المهرجان في ظل تهديدات متبادلة بين صالح وحلفائه الحوثيين، بعد تبادل اتهامات غير مسبوق بين الطرفين منذ الانقلاب الذي شاركا في تنفيذه على الشرعية قبل ثلاث سنوات. وقام صالح في ساعة مبكرة من فجر أمس بتحدي الحوثيين، وزار الحشود المتوافدة إلى صنعاء من كل محافظات اليمن الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين للمشاركة في المهرجان اليوم. وفي رد على التهديدات الأخيرة التي أطلقها الحوثيون ضده، دعاهم صالح إلى الابتعاد من التهديد والبيانات التي تشق ما وصفه ب «الصف الوطني» في إشارة إلى بيان «اللجنة الثورية» الحوثية التي يرأسها محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الجماعة، والذي صدر في ساعة متقدمة من ليل الثلثاء- الأربعاء وتضمن إنذاراً صريحاً لصالح بعواقب وخيمة لوصفه مسلحي الحوثي بالميليشيات، وهو ما اعتبره أنصار الرئيس السابق تهديداً صريحاً من الحوثيين بتصفيته. ورد الرئيس السابق أمس على تهديدات الحوثيين ناصحاً إياهم بالتهدئة حتى لا يتعرضوا للخطر. وقال: «لا تصبوا الزيت على النار، البلد مكهرب»، كما دعا أنصاره إلى عدم الرد على شتائم الحوثيين. وقال: «إن فاعلية (ميدان) السبعين غداً (اليوم) ستوجه رسالة إلى الخارج والمجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة بسرعة إيقاف الحرب». وأشار إلى أنه مستعد للحوار مع دول التحالف في إطار لا ضرر ولا ضرار. ولفت إلى أن حزبه ليست له ارتباطات بدول خارجية. ويتوقع مراقبون أن يكون الحشد الجماهيري لحزب صالح اليوم الأكبر على الإطلاق، ما يعني أن الحوثيين فشلوا في عرقلة إقامة المهرجان، كما فشلت وسائل تخويف الناس من الحضور من طريق الإيحاء بحدوث مواجهات مسلحة مع حزب «المؤتمر»، وعلمت «الحياة» أن هذا الحزب اتخذ الإجراءات الأمنية الكفيلة بحماية الحشد، وطمأن أعضاءه ومناصريه الذين سيتوافدون اليوم إلى ميدان السبعين في صنعاء، إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات الأمنية كافة من دون الحاجة إلى تعاون الحوثيين. وكان بيان «اللجنة الثورية» الحوثية اتهم صالح بتجاوز كل الخطوط الحمر، وأن وصفه إياهم بالميليشيات هو «طعنة في الظهر والغدر بعينه»، ووصف البيان صالح ب «المخلوع»، وقال إن عليه أن يتحمل نتيجة ما قال والبادئ أظلم. من جهة أخرى، نشر القيادي في حزب «المؤتمر» عادل الشجاع مقالاً على مواقع التواصل الاجتماعي وصف فيه الحوثيين بأنهم أغبياء إذا ظنوا أنهم دخلوا صنعاء قبل ثلاث سنوات بقوتهم. وأورد موقع «سبتمبر نت» اليمني أن إعلام حزب «المؤتمر» سرّب وثائق تثبت تورط الحوثيين في الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة، ومن ضمن الوثائق واحدة تتعلق بميناء رأس عيسى بالصليف، إذ وصل حجم الفساد الذي مارسته الميليشيات إلى أكثر من 20 بليون ريال يمني إلى جانب الفساد المالي في وزارة الاتصالات الذي قُدر ب16 بليون ريال، وفق ما جاء في منشور لوزير الاتصالات في حكومة الانقلاب جليدان جليدان، إلى جانب ملفات أخرى من الفساد المالي في جميع مؤسسات الدولة. ويقول زعيم ميليشيات الحوثي إن أنصاره لا يسيطرون سوى على 1 في المئة من مؤسسات الدولة، بينما «المؤتمر» هو الذي يسيطر في شكل كلي على المرافق والمؤسسات. وقامت ميليشيات الحوثي بنشر ملفات لشريكها في حكومة الانقلاب كشفت فيها عن فساد مماثل في موارد الدولة منذ سقوط صنعاء والانقلاب على شرعية الرئيس هادي. وفي إطار الأزمة ذاتها، كشف الأمين العام لحزب «المؤتمر» عارف الزوكا أن الحوثيين مارسوا ضغوطاً على الحزب، وفرضوا عليه تقديم 40 ألف مقاتل، إلا أن صالح قدم حتى اليوم 3 آلاف مقاتل فيما رفضت جماعة الحوثي ضمهم إلى الجبهات. وقال إن «الحوثيين نهبوا أربعة بلايين دولار من خزانة الدولة، ولم يأتوا للمشاركة في الحكومة إلا وهي فارغة». ميدانياً، تجددت المواجهات أمس بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في الجبهة الشمالية الغربية لمدينة تعز. وأفاد مراسل «سبتمبر نت» في تعز بأن المواجهات تركزت في شارع الأربعين ووادي الزنوج ومحيط معسكر الدفاع الجوي شمال غربي المدينة.