فرضت التضاريس الوعرة عزلة على قرية نجاد في مركز تهامة بللسمر وبللحمر بمحافظة محايل عسير، وحين يئس الأهالي من تحرك الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة النقل لمساعدتهم بتمهيد الطريق المؤدي إليهم وسفلتته، بادروا قبل نحو ربع قرن وبجهود ذاتية لتسوية الخط، متسائلين عن أسباب تجاهل مطالبهم التي بدأوا بها منذ عام 1395. ولم تقتصر معاناة سكان نجاد على وعورة الطريق المؤدي إلى ديارهم، بل يشكون من غياب كثير من الخدمات التنموية، أبرزها الكهرباء، ما دفع عدد منهم إلى الرحيل من البلدة. واستاء عائض عبدالله الأسمري من عدم تجاوب الجهات المختصة معهم في سفلتة الطريق المؤدي إلى بلدتهم نجاد رغم مطالبتهم المستمرة منذ ما يزيد على 43 عاما، مشيرا إلى أنه تأتي المعدات الثقيلة وتفتح الطريق الترابي وسرعان ما تعود أدراجها ويأتي المطر والسيل ويجرف الطريق. وقال: «معاناتنا كبيرة، وحين يئسنا من تحرك وزارة النقل اضطررنا لفتح الطريق على حسابنا الخاص قبل 25 سنة، مشكلتنا مستعصية على الحل»، مؤكدا أن المركبات وصهاريج المياه لا تستطيع بلوغ نجاد لوعورة الطريق إليها، ما دفعهم لنقل أغراضهم ومقتنياتهم على ظهورهم، عابرين التضاريس الوعرة والخطرة. واتفق عبدالله الأسمري مع سابقه، متسائلا بالقول: «أين ذهبت مطالبنا طيلة هذه السنين، لم يستجب لنا أحد سوى إرسال معدات تشق جزءا من الطريق دون أن تعبده، وتذهب وتتركنا للمعاناة»، لافتا إلى أن المشكلة تتفاقم مع الأطفال وكبار السن، الذين يجدون مشقة في التنقل على التضاريس الوعرة. وشكا من أن عدم سفلتة وتعبيد الطريق إلى قريتهم حرمهم كثيرا من الخدمات، لافتا إلى أن تمهيد الطريق إلى نجاد بات حلما للأهالي، صعب المنال، بعد أن تسلل اليأس إلى نفوسهم. وألمح إلى أن التضاريس الوعرة فرضت عليهم العزلة منذ عشرات السنين، مطالبا وزارة النقل بالنظر إلى معاناتهم وإنهائها في أسرع وقت. ونبه علي الأسمري إلى الأخطار المحدقة بهم، أثناء عبورهم إلى قرية نجاد، مبينا أن الطريق إليها وعر، وتتفاقم المشكلة أثناء هطول الأمطار، وتزايد الانهيارات الصخرية، مشددا على أهمية إنهاء معاناتهم بسفلتة الطريق ووضع حد للعزلة المفروضة عليهم.