ما إن تتلبد السماء بالغيوم على تهامة عسير، حتى يضع أهالي وادي ضلع أيديهم على قلوبهم، مرددين «اللهم حوالينا ولا علينا»، خشية هطول الأمطار، وما تجره عليهم من معاناة ومشقة، كان آخرها الحصار الذي فرضته عليهم، وباتوا عاجزين عن الوصول إلى مساكنهم في القرية، بعد أن أغلقت الصخور التي جرفتها السيول، طريقهم الوحيد. واستاء الأهالي من تجاهل وزارة النقل لمطالبهم المتكررة بفتح الطريق المؤدي إلى بلدتهم، الذي يبدأ من صدر وايلة بمربة عسير مرورا بوادي ناسب ووادي الجما وعقبة مهجرة وصولا إلى قريتهم بوادي ضلع. وناشد الأهالي «النقل» بالتحرك سريعا، وإزالة المعوقات التي تعترض وصولهم إلى ديارهم، لتسهل حركتهم إليها، وتسمح بوصول المعلمين الذين يعملون في مدرستي القرية. واستغرب يحيى محمد الشهراني الإهمال الذي يعانيه طريق قريتهم في وادي ضلع، على الرغم من أهميته وحيويته، لافتا إلى أن السيول التي خلفتها الأمطار أخيرا، جرفت الصخور إلى وسط الطريق، إضافة إلى تحطيمها كثيرا من المشاريع التي تنفذ بعشوائية في القرية. وقال: «لا يختلف اثنان على أهمية الطريق الذي يؤدي إلى قريتنا، لوجود معلمين وموظفين يسلكونه يوميا للوصول إلى المدرستين الابتدائية والمتوسطة في وادي ضلع، فضلا عن الطلاب الذين يأتون إليها من القرى المجاورة»، مشددا على أهمية أن تتحرك وزارة النقل لإنهاء معاناتهم وتزيل الصخور، وتنهي الحصار المفروض عليهم. وذكر محمد جابر يحيى أنهم في وادي ضلع يئسوا من تحرك وزارة النقل، مشيرا إلى أنهم يتمنون أن تمهد الطريق وتوفر معدات لمسح الوادي وسفلتة عقبة مهجرة التي تعد الشريان الرئيسي والوحيد للوصول إلى قريتهم. وحذر إبراهيم محمد معجل من خطورة عقبة مهجرة التي تربط قريتهم بالقرى المجاورة، نظرا لوعورتها الشديدة، مبينا أنها تعد في الوقت ذاته شريانا رئيسيا لربط القرى في المنطقة. وأوضح معجل أن الأهالي اضطروا لافتتاحها على نفقتهم الخاصة بوسائل بدائية، قبل تمهيد الطريق الرئيسي الذي يبعد من أبها نحو ساعتين، مشددا على أهمية أن تنهي وزارة النقل معاناتهم سريعا. وشكا التربوي علي حسن مباركي المعلم بمدرسة صهيب الرومي بقرية وادي ضلع، من المشقة التي يجدونها خلال توجههم إلى عملهم عبر الطريق الوعر المؤدي إلى القرية، مؤكدا تسببه بأضرار جسيمة لافتقاده أدنى معايير السلامة. وناشد مباركي وزارة النقل والجهات المعنية بالوقوف جديا على الطريق وسفلتة عقبة مهجرة التي تعد الشريان الرئيسي إلى قرية وادي ضلع والقرى المجاورة. وأكد مباركي أن صعوبة الوصول إلى المدرسة أثر على العملية التعليمية في القرية سلبا، مبينا أن الصخور التي جرفتها السيول فرضت حصارا على الأهالي.