ثبتت مقولة أن الخبرة تتفوق على الشجاعة، بعدما حسم الملاكم الأميركي فلويد مايويذر نزاله المرتقب ضد بطل الفنون القتالية المختلطة الايرلندي كونور ماكغريغور بالضربة الفنية القاضية في الجولة العاشرة من (نزال الملايين( الذي جمعهما أمس السبت في لاس فيغاس. تعمد مايويذر بطل العالم السابق في وزن الوسط والذي عاد عن اعتزال أعلنه قبل عامين من أجل مواجهة ماكغريغور، تأجيل الحسم لأجل استغلال عامل الارهاق لدى منافسه الايرلندي، بحسب ما أكد بعد النزال الذي جمعهما أمام 14623 متفرجاً احتشدوا لمؤازرة الملاكمين. وأكد الملاكم البالغ 40 عاما خطتنا للمباراة كانت أن نأخذ وقتنا، أن نذهب اليه وأن نمنحه فرصة توجيه لكماته في وقت مبكر ثم القضاء عليه في الوقت المناسب. قدمت ضمانات للجميع بأنها (المباراة) لن تذهب حتى النهاية"، اي الى الجولة الثانية عشرة. وحافظ مايويذر على سجله الخالي من الهزائم بعدما سيطر على مواجهته مع ماكغريغور (29 عاما)، أحد أبرز نجوم الفنون القتالية المختلطة ("أم أم اي")، منذ الجولة الرابعة قبل أن يعلنه الحكم منتصراً بالضربة القاضية بإيقافه المباراة في الجولة العاشرة إثر توجيهه ضربتين خاطفتين بيسراه لمنافسه المرمي على حبال الحلبة. وكان ماكغريغور نداً قوياً لمنافسه الأميركي في الجولات الثلاث الأولى، إذ وجه له العديد من اللكمات، لكن ما أن دخل مايويذر في الأجواء ووجد وتيرته المعتادة، حتى بدأ في توجيه اللكمات المرهقة لنجم الفنون القتالية. ومنذ الجولة الرابعة، بدأ مايويذر يوجه الضربات لمنافسه بسهولة تامة ما أرهق الأخير لكن الايرلندي صمد حتى الجولة العاشرة بعدما بدا في طريقه لخسارة المواجهة بالضربة القاضية خلال الجولة السابعة. وفي نهاية المطاف، لم يخرج هذا النزال عن السيناريو المتوقع بين بطل محنك في الملاكمة ومنافس يخوض أولى مبارياته في رياضة (الفن النبيل) وصبت قرارات الحكام الثلاثة لمصلحة الأميركي بعد ايقاف المواجهة من قبل حكم الحلبة روبرت بيرد. واعترف مايويذر أن ماكغريغور كان أفضل مما توقعت إنه منافس صلب، لكني كنت الرجل الأفضل هذا المساء، فيما اعتبر منافسه الايرلندي أنه كان بإمكان الحكم السماح بمواصلة المواجهة لكنه أشاد في الوقت ذاته بالملاكم الأميركي قائلاً: يتميز برباطة جأشه، إنه ليس سريعا جداً، وليس قويا جدا، لكن رباطة جأشه ملفتة جدا. لأرقص معه وواصل أعتقد أن التوقف (ايقاف المباراة من قبل الحكم) كان مبكراً كنت متعبا بعض الشيء، كان أكثر تمكنا بعض الشيء في ضرباته يجب أن أعترف له بذلك، هذا ما تصل اليه بعد 50 مباراة احترافية، في اشارة منه الى عدد المباريات الرسمية التي خاضها مايويذر على الحلبة. ورفض مايويذر التقليل من أهمية هذا الفوز وموقعه في سجله الخالي من الهزائم بالقول: الفوز هو فوز، يغض النظر عن الطريقة التي تحقق بها. ولاقى هذا النزال انتقادات العديد من مشجعي الملاكمة الذين رأوا فيه مواجهة دعائية أكثر من رياضية، وأقرب الى نزالات المصارعة الاستعراضية السائدة في الولاياتالمتحدة، أكثر منه الى مبارزة حقيقية في الملاكمة. وسيعود مايويذر الآن الى ما أعتبره اعتزالا نهائيا وفي رصيده 50 انتصاراً دون أي هزيمة، متفوقاً بفارق انتصار على اسطورة الوزن الثقيل الأميركي الراحل روكي مارسيانو الذي حقق 49 انتصارا دون هزيمة بين 1947 و1955، بينها 43 بالضربة القاضية. وتابع مايويذر الذي أضاف 200 مليون دولار الى حساباته المصرفية جراء هذا النزال، رافعا عائداته المالية في مسيرته الى حوالي مليار دولار، روكي مارسيانو اسطورة وأتطلع لإدراج اسمي في قاعة المشاهير في أحد الأيام. وأكد: إنها مباراتي الأخيرة الليلة، بالتأكيد. الليلة، اخترت الشريك المناسب لأرقص معه (ماكغريغور). ولن تكون الهزيمة أمام مايويذر خسارة كاملة لماكغريغور الذي كان سباكا عاطلا عن العمل قبل أربعة أعوام فقط، إذ من المتوقع أن يحصل على 100 مليون دولار من هذه المواجهة التي اضطرت كل من أراد متابعتها في الولاياتالمتحدة عبر شاشات التفلزة الى دفع 99,99 دولارا كرسم اشتراك اضافي. كما أظهر النجم الايرلندي قدرات مميزة وخالف من توقع تلقيه هزيمة ساحقة أمام الخبير الأميركي، والأرقام تؤكد ذلك إذ وجه 111 لكمة لمايويذر، أي أكثر ب30 لكمة مما حققه الفليبيني ماني باكياو عندما تواجه الملاكمان عام 2015 في "منازلة القرن.