يصطدم مجتمعنا -للأسف- بمصطلحات تتسم بالعنصرية الممقوتة، وما يفاقم الألم أنها تبنى عليها أحكامنا على من حولنا، كالسم القاتل حين يسرى بالجسد فيسقطه مريضاً منهك القوى، دون أن يدرك من يردد تلك الألفاظ أنها تفقد مجتمعنا روح الجماعة والوحدة، فأصبحنا ننظر للآخر بعين الازدراء والاحتقار، فتفشت لغة الأنانية والانفصال. الجار لا يسأل عن جاره والصديق لا يعلم عن صديقه والقريب تمر السنين ولا يرى قريبه، وهمنا الركض نحو المجهول لجني المال، وتناسينا أن الإنسان يحتاج للإنسان مهما كانت طائفته أو شكله أو قبيلته أو مذهبه. أجدادنا قالوا يد الله مع الجماعة، بينما بعضنا في الوقت الحالي يفكرون بكبرياء دون الاكتراث بمن حولهم، قد أكون أحد العنصريين -و أنا لا أعلم- لكني دائماً أردد اللهم سخر لي من خيرة عبادك مهما كانوا من كل مكان على وجه الأرض، وكيفما كنت، فالإنسان يبدع بعقله يظهر مخزونه الفكري بنجاحات ترفع من قيمته وإنسانيته لا بمن يكون ومن أي جهة ينتمي إليها، كن كما أنت لا كما كان أبوك وقبيلتك وانظر لغيرك كأنه منك وفيك، ولتتكاتف السواعد، حينها سنبني الوطن ونخفف المحن.