على الطريقة الإيرانية، تحاول وسائل إعلام قطرية الترويج لمضايقات محتملة قد تواجه الحجاج القطريين في حال توجههم إلى المشاعر المقدسة، ونقلت صحف قطرية عن اجتماعات بين إدارة الحج وزارة الأوقاف القطرية وأصحاب حملات الحج، تخوف ملاك الحملات مما أسموه «خشية التضييق» على الحجاج القطريين. ويعلم القطريون قبل غيرهم تحييد المملكة الحج عن أي نزاعات سياسية، حتى أن عزوف إيران عن إرسال حجاجها العام الماضي، جاء برغبة من نظام الملالي، ولم تمنع المملكة يوماً مسلماً من القدوم إلى الحج. ويؤكد رئيس مؤسسة حجاج جنوب آسيا الدكتور رأفت بدر ل«عكاظ» عدم وصول المؤسسة أي اعتذار عن رفض الحملات القطرية وحجاجها من أداء فريضة الحج، مشيراً إلى استمرار أعمال المؤسسة لخدمة ضيوف الرحمن في السير وفقاً لخطتها التشغيلية. وقال بدر إن «القطريين أشقاء، وهذا ما تؤكد عليه المملكة دائماً، حتى إن بيان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، أكد استمرار تقديم الخدمات والتسهيلات للمعتمرين والحجاج القطريين». ويؤكد مسؤولون في وزارة الحج عدم تمييز الحجاج على أساس طائفي أو سياسي، مستشهدين باستمرار قدوم الحجاج من دول تناهض المملكة سياسياً، «الإيرانيون قادمون في الحج، ومنعهم في العام الماضي كان بإجراء إيراني داخلي». وأكد الباحث التاريخي علي بن شويمي ل«عكاظ» أن طوال تاريخ المملكة لم يتعرض أي حاج إيراني أو من أي جنسية أخرى لأي مضايقات، بل تسخر لهم الإمكانات بغض النظر عن جنسه أو مذهبه، مستدلاً بإشادة حجاج إيران في كل عام عن الخدمات المقدمة لهم. وتسخر المملكة مبالغ ضخمة لمشاريع إنشائية لخدمة ضيوف الرحمن، ويتابع المسؤولون السعوديون سير الحج ميدانياً، حتى إن ملوك البلاد المتعاقبين يقصدون مشعر منى في الحج، وأضحى انتقال القيادة إلى منى في موسم الحج تقليدياً ملكياً، يعطي دلالة بالغة الوضوح في خدمة السعوديين لضيوف الرحمن. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية -بحسب صحف قطرية- أكدت تفهمها لما أسمته ب«مخاوف» حملات الحج، مؤكدة ردها على تلك المخاوف قريباً. وحددت إدارة الحج والعمرة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية 15 حملة لتسيير حجاجها جواً، فيما تتولى 10 حملات تسيير الحجاج القطريين براً. وقالت قناة الجزيرة (ذراع الدوحة الإعلامية) إن الوزارة القطرية ستحدد مصير حجاجها الخميس الماضي، بيد أنها لم تفعل.