على خطى إيران ، بدأت "الدوحة " تمارس نفس ألاعيب نظام طهران ، التى تنفذها كل موسم حج لتشويه صورة المملكة ، وتسييس الشعيرة ، وإظهار المملكة وكأنها تمنع مسلمين غرب وخليجيين من أداء فريضة الحج التى تنجح المملكة سنويا بكل ما تملكه من خبرة فى إدارة الحشود البشرية فى أن تبدأها وتنهيها بسلام ، وبطريقة أمنية يندر أن تتصدى لها دولة فى العالم ، سوى بلاد الحرمين الشريفين وأبنائها الذين يرفعون شعار " الحج شرف لنا ، وأنه لا صوت يعلو فوق صوت ضيوف الرحمن . ومع أن مصير الحجاج القطريين يتحدد غدا الخميس، إلا انه من الواضح حتى الآن ، وعلى ما يبدو فإن القطريين سيحرمون بارادة حكامهم من الحج هذا العام . ويتوقع كثير من المتابعين أن يصدر قرارا أميريا قطريا بالغاء موسم حج هذا العام للقطريين . وبينما يعود الإيرانيون للحج بالأراضي السعودية المقدسة ، بعد إلتزامهم بالشروط والضوابط السعودية التى تطبق على جميع حجاج بيت الله من مختلف الدول ودون إستثناء.، تتمسك قطر بتصعيد مشكلة وهمية لا أساس لها من الصحة ، ووضع العراقيل أمام ضيوف الرحمن، بهدف الضغط على المملكة دينيا وتغيير مسار المقاطعة العربية وإنقاذ تميم ووالده من ورطة دعم وتمويل الإرهاب . وفى مفارقة غريبة تذكرنا بقرارات نظام ملالي طهران ، والذى حرم الإيرانيين من أداء فريضة الحج العام المنقضي ، وأمرهم بالتوجه إلى ضريح الإمام الخميني بدلا من الكعبة المشرفة، يصر " تميم" على إختلاق أزمة لتغيير مسار المقاطعة العربية تجاه بلاده بالضغط على شركات وحملات الحج في الشارع القطري للاعتذار عن تسيير رحلاتها، زاعما أنه لا يريد تعريض الحجاج لمضايقات، رغم أن تجربة القطريين في أداء العمرة والزيارة اثبتت أنهم لم يتعرضوا لمثل هذا الأكاذيب. وتنفيذا لرغبة حكام قطر فى تشويه صورة المملكة أمام العالم الإسلامي ؛ يتعمد إعلامها المسموم ، تجاهل تأكيدات القيادة السعودية الرشيدة وحرصها التام على توفير كل التسهيلات وسبل الراحة والطمأنينة لكافة الحجاج القطريين دون تمييز بينهم وبين جميع المسلمين فى العالم . ويعمل إعلام تميم على بث الخوف فى صدور الحجاج القطريين، زاعما إحتمالية تعرضهم لمضايقات واستفزازات ، وبالتالى الضغط على الشركات للإنسحاب بحجة الخسائر وعدم ضمان سلامة الحجيج. وبدأت بالفعل بعض الشركات القطرية تقديم إعتذارها عن القيام بحملات حج هذا العام ، رغم إستلامها جوازات الحجاج القطريين، تجنبا لأي خسائر مزعومة . ووفقا لبرنامج إدارة الحج والعمرة كان على حملات الجو أن تتوجه إلى المملكة في الرابع من ذي الحجة ( 26 أغسطس المقبل)، فيما ستتوجه حملات البر في الثلاثين من ذي القعدة ( 22 أغسطس). وفى حال إلغاء رحلات حج القطريين لهذه السنة، يتوقع أن تتكبد الحملات خسائر كبيرة، وتتراوح تكلفة رحلة الحج جوا بين عشرين ألفا وخمسة وثلاثين ألف ريال قطري، وقد تصل إلى ستين ألف ريال، أما تكلفة حجاج البر فتتراوح ما بين اثنتي عشر ألفا وخمسة عشر، شاملة السكن في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وتتجاوز حصة قطر من الحجاج ألفا ومائتي حاج، ، ويصل عدد الحملات المرخص لها هذه السنة أربعة وعشرون حملة، منها (14 جوا) و( 10 برا ) ، بينما بلغ عدد المتقدمين لحج هذه السنة قرابة واحد وعشرون ألفا ومئتان وثلاثة حجاج. ويذكر أن المملكة العربية السعودية سبق وأن أكدت عقب اندلاع أزمة الخليج عن التزامها بتوفير جميع التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين. وأكدت فى بيان لها : أنه وإنفاذا لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوما، كما تمنع، بكل أسف، لأسباب أمنية احترازية دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية. وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوما للمغادرة، مؤكدة التزامها وحرصها على توفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين". يشار إلى أن المملكة تحظر استخدام الشعارات السياسية في موسم الحج؛ من أجل الحفاظ على سلامة زوار بيت الله الحرام، وتسخرالحكومة السعودية كل طاقتها وامكانياتها البشرية والمادية لخدمة ورعاية أكثر من 3 ملايين حاج من الداخل والخارج، ومن مختلف الجنسيات العربية والأجنبية يفدون من مشارق الأرض ومغاربها ، و يحظون جميعا بمتابعة شديدة ورعاية كبيرة من قادة المملكة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولى عهده الأمين .